تخيلي أنك لوحدك مع أطفالك في هذه الدنيا !

أمومة واعية


تأمل يساعدك للعودة إلى الأصل


تخيلي انك لوحدك في هذه الدنيا مع أطفالك، هل ستربيهم وتتعاملين معهم بنفس الطريقة التي تعاملينهم فيها الان !
لو أنه لايوجد مجتمع متربص ولاتوجد قوانين صارمة ولاعقوبات نفسية مجتمعية علي أي تصرف تتصرفينه مع اطفالك،
كيف ستكون حياتك معهم؟ 
هل ستوبخينهم إن كسرو صحنا؟ 

تخيلي بصدق ذلك ! اجلسي في مكان هادئ وتخيلي الوضع وكوني صادقة مع نفسك.

تخيلي أنك تعيشين في جزيرة مع أطفالك فقط ، لا أحد يستطيع الوصول إليك، ولا تستطيعين معرفة أخبار الناس في العالم ولا تطوراتهم، ليس لديك وسائل تكنلوجية ولا تستطيعين التواصل مع أحد، لا أهلك ولا صديقاتك ولا حتى زوجك!

تخيلي أن لديك بيت بسيط ومكونات بسيطة للحياة لكنها كفاية لك أنت وأطفالك وأنك ستعيشين هناك معهم إلى أن يكبرو! بدون مدارس وأنت المصدر الوحيد لتعليم أطفالك ماتشائين، ولست مجبرة على تعليمهم.

تخيلي أيضا أن مستقبلهم مضمون بعد أن يكبرو وسيكون لديهم عمل وغنى وعائلات ومستقبل، فلست مسؤولة أبدا عن مستقبلهم 
كيف ستعاملينهم ، كيف ستكون علاقتك معهم، كيف سيكون وقت النوم، ووقت الاستيقاظ !

كيف سيكون وقت تحضير الطعام، وقت اللعب، كيف ستقضين معظم وقتك معهم؟

هل ستعلمينهم القراءة والكتابة بالعصا؟
هل ستضعين وقتا محددا لحفظ جدول الضرب وإلا!
هل ستجنّين لأنهم لم يفهموا درس العلوم الصعب!
أم أنك ستتبعين ساعتهم البيولوجية والعقلية، وستعلمينهم بطريقة أخرى؟

ولكي أزيل عنك مخاوف أخرى، تخيلي أن لا أمراض في هذه الجزيرة ولن تحتاجي إلى الأدوية، كلها حالات بسيطة من رشح وأعراض لتقلبات الجو!

هل ستعتمدين على المضادات الحيوية وقتها، أم تدعيهم يلعبون تحت المطر ويقفزون فوق أطنان الطين ثم يستحمون في بركة الماء!
هل ستدعين مناعتهم تتعامل مع الحياة وما خلق الله فيها من تقلبات جوية؟

هل ستدعينهم يكتشفون كيفية الوصول إلى القوام الصحيح بعد خلط الماء والتراب ليشكلوا أطباقا وأكوابا وألعابا وكل ما تنتجه مخيلتهم، أم ستصرخين بوجههم لأنهم وسخوا ملابسهم !

هل ستركضين ورائهم في أنحاء الجزيرة وتتسلقين الأشجار معهم وتتدحرجين على الرمال، أم ستخبرينهم عن العيب واللباقة في المشي والتقليل من الركض والمشاغبة والنطنطة.

هل ستقفزين معهم على السرير النطاط حيث لن يحكم عليك أحد وتعتبرينها مغامرة لتعيشي أحلام طفولتهم وخيالاتهم، أم ستقلقين من أن ينكسر بسبب سعره الغالي.

هل ستقومين بقلي الناجتس والبطاطا وتحضير الهمبرجر السريع لإسكات جوعهم ، أم ستجتهدين أكثر في إطعامهم الطعام الصحي الذي تزرعونه معا في الجزيرة وتحرصون على قطفه وتنظيفه وتحضيره بأشهى طريقة ولو كلف ذلك ساعات طوال!

هل ستجلسين هادئة معهم لتشاهدوا غروب الشمس وتخبرينهم عن عظمة الخالق وتجعلينهم يبحثون عن الله في داخلهم بدون أحكام أو مذاهب أو اختلافات!

هل ستتكلمون في مواضيع كثيرة وتجيبين على كل أسئلتهم اللحوحة بدون ملل أو انزعاج، بدون ركض مع مسؤوليات البيت والحياة.

تخيلي ذلك
وتخيلي مزيدا من التفاصيل ربما تجعلك تدركين الطريقة التي تتمنين معاملة أطفالك بها.


ماوصل اليه خيالك ، هو الطريقة الصحيحة لتربية طفلك الآن ، وسط المجتمع والقوانين والناس وكل شي ، لكن عليك أن تتجاهلي تأثيرات المجتمع عليك وتحاربي لأن تربي طفلك بفطرتك كأم، لا بقوانين المجتمع وثقافته وعيوبه وتشوهاته.



دعينا لا نكذب على أنفسنا ، مجتمعنا ليس مثالي، والتربية التي يمليها علينا تحت ثقافة الممنوع والعيب ليست الفكرة الأفضل على الإطلاق. إحساسك كأم تجاه أطفالك هو المثالي والفطرة التي فطرك الله عليها، شعورك بالذنب بعد نومهم هو الدليل وهو منبه الأمومة الحقيقي، لا تتجاهليه أبدا!

كما أن مستقبل طفلك عند الله وحده ولا يجب عليك القلق، فهو ليس مسؤوليتك، كل ماعليك فعله هو التركيز في الآن معهم.




لو انعزلنا عن العالم لأدركنا أمومتنا الفطرية الحقيقية!


مجرد خيال من صديقتكم إيمان الشعلة