مفتاح العلاقات الجيدة هو الثقة وفقط !

 


عندما سمعت لأول مرة زوجان يتحدثان عن أهمية الثقة في علاقتهما، وأنها مفتاح كل شيء في نجاح العلاقة، استغربت ولم أعي الموضوع جيدا، وأخبرت نفسي أن هناك أمورا أهم بكثير لنجاح أي علاقة، فهناك المودة وهناك الاحترام المتبادل ،هناك المعاملة الحسنة وهناك التفاهم والتوافق وهناك الحوار المستمر وقبول مساوئ الطرف الآخر وعدم محاولته تغييره والكثير من العناصر.

لكنني اليوم وأثناء تفكري في مشكلة مررت بها وصلت باستنتاج صادم بالنسبة لي وهو أن مفتاح كل ما سبق هو الثقة، مجددا!

فإذا وثق الرجل بزوجته سيعاملها باحترام لا تعالي، وإذا وثق بها سيحبها لما هي عليه، وإذا وثق بها سيعاملها بشكل جيد لأنه واثق أنها لن تستغل طيبته، وإذا وثق بها سيحاورها في كل الأمور وهو واثق أنهما سيتوصلان لحل، وهكذا.. لكن الذي يخلق كل تلك المشكلات هو انعدام الثقة التي تُخلق بسبب صدمات الطفولة المتكررة والتي تجعل الشخص لا يثق بأحد ويتصدر موقع الدفاع دوما، وكأنه في حالة حرب، لا يمكنه الوثوق بالأشخاص المقابلين مهما كانو، وذلك ما يجعله يُخرج كل آليات الدفاع لديه في كل موقف، ويمارس الألاعيب المستمرة دون أن يكون واضحا، بينما يعاني أشخاص آخرون وهم غالبا الطرف الثاني من نوع آخر من فقدان الثقة، وهو فقدان الثقة بالنفس!

فعندما يجتمع شخص لا يثق بأحد مع شخص فاقد للثقة بنفسه ويسلمها لأي كان بدون حدود أو قيود، تنتج علاقات سامة مرضية لن توصل بصاحبيها لشيئ!

وكذلك الأمر بين الأم وأطفالها، عندما تثقين بصوت أمومتك الفطري ستعاملينهم أجمل تعامل يستحقونه، وسيثقون بك بالمقابل ويجدون كلامك ونصائحك دائما في محلها مع مرور الوقت، ستنشئين علاقة رائعة مع أطفالك مفتاحها الثقة المتبادلة بينكم، أما إذا خنت حدسك وعاملتيهم بما يمليه المجتمع من قوانين فسيفقدون الثقة بك، وتفقدين الثقة بأنهم سيكونون صالحين، وستبدئين ممارسة موضع الدفاع ووضع القوانين بنية الحماية "حمايتهم" لكن الحقيقة بداخلك هي انعدام الثقة بطريقتك في التربية وثقتك بنجاحها أم لا.

وكخلاصة لما سبق، الأفضل من أن نختار صفات محددة ومعينة لشريك حياتنا، أو نختار المواصفات والسلوكيات الرائعة التي نريد لأطفالنا أن يكونو عليها،  دعونا نبدأ بالثقة أولا، عندما أثق بك سوف تُظهر لي أجمل مافيك، وعندما أثق بنفسي وبصوتي الداخلي فسوف أعطيك أجمل ما فيّ، والعكس يجعلنا نظهر أسوء مابشخصياتنا تماما، انعدام الثقة يجعلنا نظهر الخوف والغضب والأحكام المسبقة واللوم المستمر، مهما كان نوع العلاقة حددي هذا المقياس أولا.


صديقتكم إيمان الشعلة