هل شعورك بالذنب تجاه أطفالك يساعدهم؟

 



كثير من الأمهات تعتقد أننا عندما نتحدث عن ضرورة التعلم والتطور وتطوير وعينا كأمهات، فإننا نقصد أن نكون حريصات حرصا تاما على ألا نسبب لأطفالنا صدمات واحباطات.مع أن ذلك شبه مستحيل وذلك لأن  الطريق الذي ندعو له باستمرار هو طريق الوعي والتغير والبحث عن جذور المشكلات التي تعانيها الأم من أجل القضاء عليها، ورحلة البحث عن الجذور تتطلب صبرا كبيرا ، مما يعني أن الحال لن ينقلب بين ليلة وضحاها، ولن تصبحي بفضل الوعي أمّا مسلمة كامل التسليم فور تجميعك لهذه المعارف.

 رحلة التجذر من أجل البدء من جديد تتطلب منك الصبر على معطيات الحاضر بما فيها شخصيتك العائمة في فوضى الأفكار المبرمجة لسنين، وتقبل هذه الشخصية وأخطائها، والعمل على تصليح هذه الأخطاء شيئا فشيئا بدون رصد المثالية كنتيجة، وإنما رؤية نتائج التطور أمام أعيننا سواء في شخصيتنا وهدوئها واطمئناننا كأمهات أو من خلال تغير سلوكيات أطفالنا للأفضل بسبب هذه العلاجات الجذرية ..

وكل هذا يتطلب أن نضع أداة الشعور بالذنب جانبا، فهي لا تفيد هذه الرحلة إطلاقا بقدر ما تزيد الطين بلة وقد تعطلك عن رحلتك في إيجاد الأم الفطرية بداخلك، التي تعيش معنى " وقري عينا" الذي لا يصحبه شعور بالذنب أو اللوم أو النظر للماضي وأخطائه، لذلك من المهم جدا أن لا تعيشي شعور الذنب الذي تغرق فيه كثير من الأمهات وتعتقد أنها أم سيئة أو مهملة أو مقصرة، حتى لا تأكدي هذه الفكرة في عقلك الباطن وتتحولي حقا إليها.

كلما حدث خطأ احذفيه بالاعتذار والاستغفار ثم ابدئي من جديد وكأنك لم تخطئي من قبل، وكرري الأفكار الإيجابية " أنا أم جيدة" أنا أم فطرية قريرة العين بأطفالي مهما حدث أو مهما كانت سلوكياتهم، هذه هي رحلة النعيم حقا ، بعيدا عن حفر الشيطان التي من بينها " الشعور بالذنب".