لماذا يسأل الطفل كثيرا.. هل لأنه مزعج؟

 

طفلي مزعج

طفلي مزعج ويسأل كثيرا، لماذا؟


هل يفعل ذلك لأنه مزعج أم أنه يمتلك إحدى مهارات التفكير المبدع والتي تدرس للطلاب في الجامعات؟

نعم صديقتي الأم، تعالي أشاركك بعض المعلومات التي اكتسبتها هذا الأسبوع من خلال دراستي الجامعية، ربما تغير نظرتك حول أسئلة طفلك المتواصلة والمزعجة عن نفس الشيء. صبرك معي وتابعي الموضوع لآخره، وأعدك أنك ستستفيدين كثيرا من خلال هذا المقال لتقوية علاقة صحية ومتفاهمة مع طفلك.

  بداية: فقد كانت وحدة هذا الأسبوع في دراستي عن مهارات التفكير الناقد وكان من بين المعلومات في واجب القراءة تتحدث عن استراتيجية " ٥ مرات لماذا" لتحديد السبب الجذري لأي مشكلة وبالتالي القدرة على حلها. وتسمى أسلوب ال rca .


ماهي هذه الاستراتيجية؟ 
من أكثر الأساليب شيوعا لتحليل السبب الجذري لأي شيْ هو نهج ال 5 أسباب، ويسمى أيضا بنهج الطفل المزعج. وهو ببساطة طرح سؤال " لماذا " خمس مرات على إجابة السؤال للوصول بعمق إلى إيجاد السبب الجذري. ويعتبر الباحثون أن الأطفال مثال جيد لتطبيق هذا النهج .
 مثال : لماذا لا أستطيع النوم؟
الجواب : لأن رأسي يؤلمنيز
سؤال2: لكن لماذا يؤلمني رأسي؟
الجواب : لأن عيناي متعبتان جدا من العمل فتألم رأسي أيضاز
سؤال3: لماذا عيناي متعبتان؟
الجواب: لأنني عملت لساعات طويلة على الكمبيوتر بدون نظارات
سؤال4: لكن لماذا عملت بدون نظارات؟
جواب: لأن نظاراتي انكسرت ولم أشتر واحدة بعد
سؤال 5: لكن لماذا لم أشتر واحدة؟
جواب: لأنني لم أضع أولوية للأمر.
وهكذا استنتجنا أن حل مشكلة عدم المقدرة على النوم ليلا هو شراء نظارة جديدة لعلاج جذر المشكلة.
وهذا بالضبط ماتم شرحه في المادة الدراسية في جامعتي..

من هذا المثال والشرح البسيط لهذا التقنية ربما بإمكاننا تغيير وجهة نظرنا حول كلمة " مزعج" فهذه الطريقة هي الأفضل للتعامل مع الطفل الذي نظن أنه مزعج ومشاغب، والطفل الذي يسأل كثيرا قبل أن ينفذ أي طلب لك، أريدك عزيزتي الأم أن تغيري طريقة تفكيرك وشعورك تجاه هذه الصفات من سلبية إلى إيجابية، فطفلي ليس مزعج، بل هو فضولي لمعرفة المزيد وتعميق طريقة تفكيره، وهو ليس عنيد لا يطيع أوامري، بل يريد أن يفهم لم عليه فعل ذلك! أليس هذا ما نحثهم عليه عندما يكبرون، أن لا يتجاوبوا مع رفقاء السوء وطلباتهم، بل يكون لديهم قرارهم الخاص وعنادهم الخاص لرفض أي عرض والبحث عن دوافعه ونتائجه قبل فعله! هذه هي فرصتك لتدريبه على امتلاك شخصية قوية لا تستجيب للمغريات بدون تفكير وتحليل.

كل ما علينا فعله هو الاستماع لهم ومحاولة الإجابة على أسئلتهم بشكل صبور وفي غالب الأحيان ننتهي إلى اتفاق، كحوار 
" لا تأكل الشوكولا "
الطفل : لكن لماذا
الام: لأنها غير مفيدة لك الآن
الطفل : لماذا؟
الأم : لأن عليك أن تأكل طعاما صحيا يفيدك أولا
الطفل : لكن لماذا؟
الأم : لأن الطعام الصحي يجعلك نشيطا وأقوى من أصدقائك وبالتالي لا أحد يمكنه التغلب عليك
الطفل : لكن لماذا الطعام الصحي قبل الشوكولا
الأم: لأنني أريد للطعام الصحي أن يصل جسمك أولا فلا يكون للشوكولا تأثير كبير عليك ويكون جسمك أقوى
الطفل : إذن سأخبئها إلى ما بعد الغداء

مثال قد يكون ساذج لكنه يحصل كثيرا بيننا وبين أطفالنا.

وهكذا نحل مشكلاتنا معهم ونتعامل معه بطريقة أسهل بعيدا عن الصراخ والأوامر والتعليمات،

 شاركي طفلك رحلة تربيته واجعليه مساعدا لك قائدا لنفسه لا طائعا ضعيفا لأوامرك وكأنه عبد لك.
 
إذا كان طفلك يمتلك مهارات التفكير الناقد بفطرته فلماذا نخرب هذه المهارات بأوامرنا ثم ندفع لهم تكاليف تعلمها مرة أخرى عندما يكبرون!!

الأطفال بحد ذاتهم مدرسة فلنتعلم منهم ودعونا لا نشوههم!


وهذا دليل آخر أنهم ولدوا على الفطرة ودعونا لا نشوهها؟

صديقتكم : إيمان الشعلة