لا أستطيع تربية أولادي.. الفرق بين التربية وغرس القيم في الطفل


التربية بالقيم

ماهو الفرق بين تربية طفل وغرس القيم به؟


 جميعنا بدون استثناء تأثرنا بأشخاص ما في حياتنا، أثروا فينا بالعمق وتركوا أثرا أبديا لا ينسى، وأتكلم عن الأشخاص الذين زرعوا فينا قيمة ما حفرت في عقولنا وتبنيناها طوال حياتنا، وقد لا يكون هؤلاء الأشخاص هم الأب والأم.

كشخص تأثر بكرم والد صديقه تجاه أطفاله وكم أن صديقه محظوظ بهكذا والد، فأصبحت قيمة الكرم عنده عالية جدا حتى بعدما كبر، وأصبح يرغب أن يكون مثل والد صديقه، رغم أن أباه كان بخيلا وكان يعلمه الحرص على كل شيء. 

برأيي هؤلاء هم المربون الحقيقيون ، هؤلاء الذين ساعدونا في اكتشاف قيمة جميلة في حياتنا بطريقة رائعة أبهجت مشاعرنا.

فالقيمة أبدية وتؤثر في الأعماق لا تغيرها الضروف أو المعتقدات أو الاتجاهات.

فنحن لا نتأثر إيجابيا بقيم أخذناها بالإجبار ، بل نتأثر بتلك التي فعلها شخص آخر وأثرت فينا إيجابيا فقررنا تبنيها واستخدامها في حياتنا، وقد تكون أجمل صفاتنا وميزاتنا الشخصية فيما بعد.

القيمة هي ما علينا الحرص على تقديمه لأطفالنا أكثر من مجرد تربيته لسلوكيات وعادات والتزامات، والقيمة تعطى بالقدوة الحسنة لا بالتعليم أو الإجبار. 

وهذه هي النقطة الجوهرية في التعامل مع أطفالنا " لا أقصد التربية" فنحن لسنا مجبورين على تلقين أطفالنا مكارم الأخلاق وإنشاء جيل صالح، لا أحد ينشأ أحد وكل شخص له شخصيته المختلفة وبصمته المختلفة في الحياة ، ولكن الناس سخرت لتساعد بعض لتتعرف على الطريق الصحيح، " ليس عليك هداهم" فأنتِ كأم مسخّرة في طريق أطفالك لترشديهم للطريق الصحيح وتجنب الأخطاء التي وقعت بها ولكن الاقتناع بأنه هو أيضا يحتاج  إلى مجموعة من الأخطاء والتجارب في الحياة لتتكون شخصيته وخبرته الخاصة .

وأنا أعتبر أن الله سخر الأبوين لمساعدة أطفالهم لمعرفة القيم الصحيحة والاستلهام منهم، لكن الصلاح والفساد بالنهاية ليس بيد الأم والأب نهائيا ، إنما على الله فهو يهدي من يشاء ويضل من يشاء ، وبقرار شخصي من الطفل نفسه عندما يكبر ويخوض تجاربه . 

فكل ما عليك فعله هو ممارسة دور القدوة والملهم فقط. 

مثال كيف تكون قدوة لا مربي :

كيف أجعل طفلي يصلي

 أنا أساعدك يا طفلي لفهم؛ كم من الرائع أن تتعلم كيف تتواصل مع الله وتجد الراحة والاستجابة في ذلك، وأعلمك طريقتنا الاسلامية للتواصل مع الله " الصلاة" ، لكنني لا أجبرك على الصلاة. وأفضل طريقة لإقناعه بها هي أن يراك وأنت تصلي يرى حالتك النفسية المطمئنة بعد الانتهاء من الصلاة، يرى نور الهداية والخشوع يشع بعينيك بعد الصلاة، يرى استجابات لدعوات سمعك تمتمين بها في صلاتك ، رآك وشاهد علاقتك الروحية العميقة مع الله فتمناها ، فكل انسان يتمنى السعادة ويطلبها، وماأجمل أن يجدها الانسان ممثلة في أقرب الأشخاص لديه فتغرس في أعماقه كقيمة مؤصلة مهما ابتعد فيضل يعود إليها يبحث عن الشعور المريح الذي يصاحبها. هكذا تعلمين طفلك الصلاة، بأن تصلي أولا!

أما صلاة مع حمحمات وتلميحات برسائل شتى للأطفال أثناءها "مثلا احم احم : أي اسكتو فأنا أصلي" واستعجال وكروتة ثم اندفاع بأعلى صوت بعد التسليم مباشرة " ألم أقل لكم ألا تفعلو كذا وكذا> ثم تجبرينهم على الصلاة، فأحب أن أبشرك بأنك لم تصلِ مبدئيا ودمرتي رغبتهم في الصلاة إلى الأبد! صلي أولا ثم اطلبي من أطفالك أن يصلوا..



هناك فرق بين تربية طفل وغرس القيم في نفسه

فالتربية قد تذهب سدى عند أول محطة حرية له

أما القيم فهي عميقة أبدية لا تنسى 


صديقتكم إيمان