أكره الأعمال المنزلية ، هل من الممكن أن أحبها يوما ما؟؟

 

الأعمال المنزلية والأمومة


لماذا قد تواجه الأم صعوبة في الأعمال المنزلية؟

تواجه الأم ضغطا رهيبا بخصوص الأعمال المنزلية، فلقب الست الشاطرة يحاصر جميع الفتيات المقبلات على الزواج وكأنه هدف سامي عليها السعي له. ويحيط بربة المنزل ليخنقها من شتى الاتجاهات، فتجدها تهرول طوال يومها في هذا البيت لتحصل على نتيجة " بيت نظيف" و " ست شاطرة" . لكن بعض السيدات يكرهن الأعمال المنزلية ولا يستطعن إكمال مهامهن يوميا وقد يشاهدن صديقاتهن سعيدات لا يشتكين من هذه الشكوى ولا يشعرن بأي ضغوط تجاه أعمال المنزل، ترى ما الفرق بينهن؟ لما أشعر بقدرة على السيطرة على منزلي ويؤثر ذلك على حياتي بشدة، ماهي الأسباب؟ 

هذا ما حضر ببالي وبرأيي !


  1. ليست لها خبرة؟ 

بعض المتزوجات حديثا يواجهن صعوبة في إنجاز الأعمال المنزلية، لكن بشكل عام يتعلمن السيطرة على الوضع بعد مضي فترة معينة واكتساب الخبرة، لكن ماذا لو أنجبت السيدة مباشرة بعد الزواج وقبل أن تسيطر على الوضع؟ ستعم الفوضى منزلها أكثر وأكثر مع أتعاب الحمل ثم وجود طفل تهتم به، وماذا لو أنجبت بعده، ستشعر بكل تأكيد بالرغبة في الانتحار، ومن يقدر هذا الشعور؟ قليل جدا، فتجدها تدور في هذه الدوامة لوحدها محاولة التخفي والانقطاع عن التواصل عن العالم لأنها لا تريد لأحد أن يزورها، أو يكتشف سرها الدفين " أنها ليست ست شاطرة" وحمدا لله. هناك بعض الوعي المنتشر مؤخرا بسبب أمهات قررن الخروج عن صمتهن ومشاركة صور لفوضاهم ومعاناتهم للعالم، لكي نكف عن النفاق والظهور بمظهر الكمال أمام بعضنا البعض من أجل لقب سخيف " لقب الست الشاطرة" مرة أخرى.

2. ضغوطات المجتمع

يمارس المجتمع ضغطا رهيبا من المثالية على ربات البيوت، فهناك الجارات والحموات وأحيانا الأخوات والأمهات يدخلن البيوت ليشمشمن بأنوفهن عن رائحة عفن أو يتحسسن بأناملهن الخبيثة ذرات غبار، أو حتى يدخلن المطبخ بالغلط أثناء بحثهن عن الحمّام ليغسلن أيديهن بعد شرب كوب من الشاي! ( هذه القصة حدثت معي بالتحديد)، فتجد ربة البيت لا تنام ليلها تفكر في زيارة الغد لتنهض مبكرا تنفض وتمسح وتلمع وتحرص على عدم وجود الأخطاء والسهوات، وبالتأكيد هناك إهمال كامل لطفلها أو أطفالها في هذا اليوم لتنقذ نفسها فتعطيهم أي شيء ليأكلوه، وتشغل جميع أجهزة البيت على أغاني cocomelon أو كراميش ليسمع كل الجيران فقط من أجل أن تمر رحلة التفتيش هذه بسلام "وياريتها تمر" فتصبح رسالتها لهذا اليوم هي عبادة كلام الناس وسمعة الست الشاطرة، لا أم تهتم بأطفالها، وتصبح النظافة أهم من طفلها، وهذه الحال قد تكون يومية لبعض الأمهات اللاتي ينشدن اللقب بكل حرص حتى لو على حساب أطفالهن وأنفسهن.


3. أنا مثالية 

تحرص بعض ربات البيوت على القيام بكل شيء ، حيث لا فترات راحة ولا علاقات اجتماعية حقيقية عميقة " كلها مزيفة" فهي التي تنظف وهي التي تطبخ وهي التي تربي الأطفال وتهتم بهم وهي التي تأخذهم للمدرسة وهي التي تدرسهم وهي التي تتسوق للمنزل وهي التي تحرص على أن تكون على " سنجة عشرة" لكي لا ينظر زوجها لغيرها ، وهي التي تستمع لشكوى الجميع وتتحمل الجميع لأنها فقط الأم والزوجة والمسؤولة عن كل شيء، وغالبا سيكون مستقبلها روماتيزم أو قرحة في المعدة أو غدة درقية أو أمراض الضغط، وهذه موجودة حولنا بكثرة، لا حاجة لي بالشرح فبالتأكيد تعرفين واحدة على الأقل بهذه المواصفات. والوعي المنتشر حاليا يجعل كثيرا من السيدات يتنازلن عن لقب المثالية من أجل صحتهن وهو ما قد يذهب ببيوتهن إلى عالم من الأهمال.


4. السبب الأكبر ، الإكتئاب:

 ربما ببساطة لا تعيش هذه السيدة حياة سعيدة مع زوجها، فهو عصبي كثير الانتقاد لا يعجبه العجب، ومع هكذا زوج لن تشعر المرأة أبدا أنها ستحب الأعمال المنزلية يوما، فهي مهما عملت ستتعرض للانتقاد، وهي مشغولة البال في التفكير عن ما يمكن أن يرضي زوجها فهي مشوشة التفكير ، فكيف لها أن تعيش حياة طبيعية تقوم فيها بالأعمال المنزلية بشكل روتيني طبيعي. أو ربما تمر بأزمة نفسية بعد الولادة " اكتئاب ما بعد الولادة" ، أو ربما تعيش في منزل لاتحبه ولا تشعر بالراحة فيه،  أو قد تكون خسرت شخصا عزيزا عليها، أو أي سبب يؤدي بها إلى عيش حياة كئيبة .


وكل هذا وأنا لم أتكلم عن الأم العالمة بعد، لها الله!


الحلول

بالنسبة لي لا أجد أن ما تستطيع بعض السيدات المنتشرة على اليوتيوب قد ينطبق على جميع ربات البيوت، فهناك من السيدات من يعشقن الأعمال المنزلية ويعتبرنها وقت تسلية وإفراغ طاقة، وليست كل ربات البيوت كذلك، فهناك الكثير ممن يكرهن غسل الصحون وكوي الملابس وتنظيف الأراضي ولا يعتبرنها إضافة مهمة في الحياة، رغم أنها قد تكون كذلك! لا أحاول أن أطرح رأيي هنا بقدر ما أحاول أن أتقبل وأدعوكم لتقبل أن ليس لدى كل الأشخاص نفس الاهتمامات، إذن مالحل بالنسبة للفئة الثانية؟

برأيي :

١ - وجود مساعدة هام جدا " خادمة أو تعليم الأطفال المساعدة وتقسيم الأعمال، أو تقاسم الأعمال مع الزوج " المتحضر المتفهم" ، أو تبادل بعض الأدوار بين الأخوات بدون أي احراج".

٢ - minimalism : وهذه الثقافة لم تنتشر بعد بشكل كاف في عالمنا العربي " حتى أنني لم أجد موضوعا تعريفيا لهذه الثقافة على ويكيبيديا إلا سطرين" !!!  بسبب ما ورثناه من أجدادنا، وضرورة وجود غرفة الكراكيب ومخزن للبيت وأطقم صحون وادوات للعزايم والمناسبات وووو الكثير من التفاصيل، رغم أن الوعي بدأ ينتشر لكن التطبيق يعد أمرا صعبا جدا ويحتاج إلى كثير من الوقت ودعم الزوج والأولاد لهذا القرار وتقبل هكذا نوعية حياة ليحصل الجميع على الهدوء والسلام.

بالتأكيد توجد حلول أخرى، لكنها لم تخطر ببالي ، أخبريني برأيك في التعليقات !


ونصيحتي الشخصية لك " وقرّي عينا" لا تحاولي إرضاء أحد، أشبعي قلبك بشغف رؤية أطفالك وهم يكبرون بمرح وسعادة، حتى وإن كان البيت مقلوبا رأسا على عقب، لن تجدي المجتمع حولك عندما تكبرين أو تمرضين، ستجدين أطفالك الذين يتذكرون كم كنت محبة وحنونة عليهم فيبادلوك نفس الفعل، قرّي عينا ، وليذهب اللقب والمجتمع المتعجرف إلى الجحيم!  


صديقتكم إيمان