لماذا علينا أن نتخلص من طرق التربية القديمة؟

 




جميعنا كأمهات جدد لأول مرة مررنا بمرحلة التقاط المعلومات من هنا وهناك للتعرف على الطريقة الأمثل للتعامل مع هذا المخلوق الجديد، ولكن ليست كل النصائح مناسبة، حيث نكتشف بعد فوات الأوان أنها نصيحة لم تكن مناسبة لي أبدا ولا لطفلي. 

وإذا أخذنا مقولة سيدنا علي " ربوا أولادكم على زمن غير زمانكم " " و " لاتؤدبوا أولادكم بأخلاقكم، لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم" فعلينا أن لا نشعر بالحرج إن وضعنا نصائح أمهاتنا جانبا، وركزنا مع أطفالنا وزمانهم ومتطلباتهم، فإن كان الزمان يتغير فالتحديات تتغير والتربية أيضا تتغير، فلماذا نتمسك بالموروث التربوي ونستمر في مدحه قائلين" لقد ضُربنا من أهالينا وربوّنا أحسن تربية وها نحن بخير اليوم" !!!!

أولا دعني أخبرك عزيزتي أن ما تجاوزته أنت لا يعني بالضرورة إمكانية أطفالك لتجاوزه، ثانيا " هل أنت حقا بخير؟

هل سألت نفسك يوما لماذا أعاني في حياتي، لماذا علاقاتي مضطربة، لماذا يأتيني خوف داخلي يرعبني من أشياء قد تبدو تافهة لآخرين، لماذا هناك قصص من الماضي تحزنني، لماذا أشعر أن لدي كما هائلا من "الكلاكيع" التي توجب عليا معالجتها وشفاء روحي منها، وإذا لم تطرحي على نفسك هذه الأسئلة فهذا يعني أنك تخزنين آلامك بصندوق أسود وتظنين أنك بخير! ثم إذا سمعت صوت طفلك الباكي انفجرت غاضبة، بينما تعلمين جيدا أن كل الأطفال يبكون، هكذا يعبرون عن احتياجاتهم، هل من الممكن أن يكون سبب غضبك هو كبت داخلي منك!

لهذا قبل أن تأخذي طريقة والدتك أو حماتك في التربية تذكري أنك لست شخص مثالي ويحتاج إلى مزيد من التطهير والتزكية والتعلم، وعلى نفس الطريق احترمي فطرة طفلك وابحثي من جديد عن مايناسبك ويناسب طفلك ويجعلكما مرتاحان وسعيدين، ويجعلك سعيدة بأمومتك حقا.

فإذا استطاعت فلانة خلع حفاظ طفلها في عمر السنتين لا يعني بالضرورة وجوب استغناء طفلك عنها في نفس العمر!

ما أحاول إيصاله لك من خلال هذه التدوينة هو ألا تتبعي قالب واحد معيّن للتربية، فكل طفل يختلف عن الطفل الآخر، وميزان التربية القديم بأن من يفعل هذا الفعل فهو شاطر وغيره مش شاطر، انسيه ، ارميه في نفايات الماضي، ولا تتعاملي مع أطفالك بهذا المنطلق أبدا ومهما كانت الظروف.

لا تتبعي أي قالب مرسوم منذ قديم الزمان ليحدد طريقتك في التعامل مع طفلك، أو ماهو الأنسب لك كأم، نصيحتي لك أن تقرّي عينا" كما قال الله تعالى، وتتعلمي المزيد حول نفسك وحول سمات الطفل ثم تتصرفين بناءا على شعورك كأم، لتحيي تلك الأمومة الفطرية التي بداخلك، والتي يريد المجتمع خنقها بكل المقاييس للأسف" أخرجي تلك الغريزة وتصرّفي ..

 صديقتك : إيمان الشعلة