الرغبة هي كل شيء!!





 هناك آراء كثيرة تعبر عن المشاعر الإنسانية، فهناك الأشخاص العمليون المنادون بالاهتمام بالعقل قبل القلب والمشاعر، وأنا حتما لست من أنصار هذه المدرسة ببساطة لأن لدي فلسفة خاصة أظن أنها واضحة للجميع لكني لم أجد إلى الآن من يذكرها أو لم أسمعه، وقد كتبتها في تدوينة خاصة ومطولة سأنشرها يوما ما، ألا وهي الآية الواحدة " من أتى الله بقلب سليم"

فحسابنا مع الله يوم القيامة يبدأ من القلب وكأنها رسالة من الله أن نركز على هذا القلب بدل الانجرار وراء كل فكرة يحاول العقل أن يمنطقها ويضعها في قوالب وبرمجيات، هناك الكثير أرغب في قوله بخصوص هذه الفكرة لكنني سأكتفي بذلك الآن.

بما أنني اتفقت معكم أنني من أنصار القلب والمشاعر، فهناك مشاعر جمة تسيطر على الإنسان في جميع مراحل حياته، هناك المشاعر السيئة إلى درجة الجحيم، وهناك المشاعر الرائعة إلى درجة الشعور بالجنة على الأرض، ونحن نقفز ما بين هذه وتلك، وهناك آراء كثيرة حول أهمية المشاعر وطريقة التعامل معها، ولن أخوض بذلك الآن، لكن دائما هناك نوع من المشاعر يعتبر بداية لكل شيء، أو يعتبر الشعور الأساسي لخلق كل شعور جميل فيما بعده ودفن كل شعور سيء.

لست من أنصار دفن المشاعر السلبية عن سبق إصرار وترصد، فأعظم صحواتي جاءت بعد أقوى إنهياراتي، وأنا مقتنعة بذلك وتعلمت أن أسمح لكل المشاعر السلبية أن تسيطر علي وأشعرها بكل خلاياي كما أسمح للمشاعر الإيجابية بأن تخترق روحي وقلبي وترفعني إلى عالم آخر. 

لكن ما هي أكثر المشاعر أهمية؟

والتي أرغب بشدة في الحفاظ عليها يوميا وفي كل لحظة من حياتي؟

هناك مدربين مختصين كثر يقولون بالشجاعة، وأنها أهم شعور وصفة يجب على كل إنسان أن يتحلى بها، وقد جربت أن أعيش بها لفترة لكنني لم أنجح بالسيطرة على خريطة مشاعري وتطويرها بهذا الشعور الفريد. لست لأنني غير شجاعة، لكنني أعتقد أن هناك شعور آخر يسبق الشجاعة، ألا وهو الرغبة!

بالنسبة لي الرغبة هي محرك الإنسان الأول، فالشخص الطموح والناجح حركته الرغبة في النجاح، والشخص السيء حركته الرغبة أيضا، فالسارق حركته الرغبة في الأموال، وزير النساء حركته الرغبة في إشباع شهوته، والكاذب المنافق الذي ينشر الخرافات والأكاذيب تحركه الرغبة في السيطرة أو ربما رغبة أخرى، وهكذا..

الرغبة هي من تولد الشجاعة، فلا يمكنني أن أكون شجاعة للقيام بشيء ما إن لم تكن لدي رغبة بالقيام به، وإلا أصبحت مجرد تهور ومحاولة إثبات وجهة نظر مثل"شوفوني أنا شجاع" وهو في الحقيقة يؤدي بنفسه إلى التهلكة وهو لا يعلم.

وكل ما أحاول قوله في هذه التدوينة البسيطة، أن تشحذي رغبتك بالحياة التي تحلمين بها، طوال الوقت ولا تستسلمي لرغبات الآخرين وما يرون بأعينهم، إن كنت ترغبين بالحرية ففكري بها طوال الوقت "عمليا"، وإن كنت ترغبين بالنجاح فليكن شغلك الشاغل، وإن كنت ترغبين ببيت جميل على جبل أخضر زاهر فاجعلي كل طاقتك تتوجه لتحقيق هذه الرغبة!

رغبتك في فعل شيء ما، هي المحرك الرئيسي لك ولوجودك، وجانبها العملي هو الشجاعة، فأن ترغبي ثم تتراجعي فلن تحققي شيئا، الرغبة تحتاج إلى شجاعة من أجل تنفيذها.

وهذه هي الطريقة الوحيدة لتعرفي رسالتك في الحياة، فيستحيل وجود رسالة بدون رغبة، وإن كنت تعملين بشيء لا ترغبينه فهو دليل أن الوقت حان لتغييره! وإن كنت تعيشين في ظروف لا ترغبين بها، فهو كذلك " إنه الوقت المناسب لخلق التغيير الآن" فقط بعض الشجاعة وانطلقي..



صديقتكم إيمان الشعلة

تابعوني على أنستغرام وفيسبوك

@imanecho3la