خطر الحياة المزيّفة (الوهم والحقيقة)



حياة السوشل ميديا

 ماهو الفرق بين الحق والباطل الحقيقة والوهم

سمعت شرحا رائعا للفرق بين الحق والباطل يلخص الأمر في أن الحق هو الله وكتابه ورسله والحقيقة التي سنكون عليها في اليوم الآخر ، ويتلخص في عبادة الله الصمد حق عبادته واتباع تعاليمه، وإدراك ذلك في كل لحظة من حياتنا،

 أما الباطل فهو الوهم، كوهم قريش بأن الأصنام تضر وتنفع، وهذا الشرح المبسط جعلني أتفكر في حقيقة حياتنا وكيف أن كثيرا من الأوهام تسيطر علينا بطريقة تجعلنا ننسى اليوم الآخر ونندمج في الباطل دون أن نشعر .

فالركض وراء كسب المال بالعمل الذي يلهي عن التقرب من الله وهم ، والحقيقة أن الله يرزق من يشاء بغير حساب ، وأن الله قال في كتابه:" رجال لا تلهيهم أموالهم ولا تجارتهم عن ذكر الله" ، لكننا نتعذر عن قراءة القرآن مثلا ومحاولة تدبر رسائل الله لنا بكثرة الانشغالات! فهل تكون أعمالنا في سبيل الباطل "الوهم" دون أن نشعر؟

وانشغال الأم بالتفكير في تربية أطفالها كما تظن " أحسن تربية" وقد يصل صراخها الشارع الآخر من أجل أن يفهموا فكرة ما، وهي غافلة عن الحق أن " الولد الصالح رزق من الله" وقلقها الزائد لن يصلح بقدر ما يفسد، أفتكون تربية هذه الأم أيضا وهم؟ وهي تظن أنها تسعى لرسالة سامية فتأخذها على محمل الجد بطريقة تنسيها الله وأنه وحده يقلب القلوب ويزرع الرحمة والصلاح . وهل يمكن أن تسمى تربية الأم أيضا باطل؟ فتعاني الجحيم النفسي بسبب ذلك وهي لا تدري .

فماذا عن سعينا القاتل نحو النجاح والتميّز وإثبات الذات عبر السوشل ميديا مثلا" وهذا أكبر فخ وقعت فيه" بعنوان " أريد أن أكون من المؤثرين" ، لكن النتيجة التي تظهر بعد انغماس في هذا الوهم أنني أعيش حياة متوترة تلاحقني كميات مهولة من الأعمال لألحق بالتسابق الشرس المتواجد في ساحات السوشل ميديا اعتقادا مني أنني سأنجح ويسهل تأثيري على الناس برسائل إيجابية! وقد تم تأجيل كل سبل وطرق التأثير البسيطة المتوفرة في حياتي إلا أن أحصل على ذلك النجاح المزعوم ! وياله من سباق باطل لا يمت للحق بصلة، فالتأثير قد يحدث بأبسط الأعمال التي تنطلق من القلب بنية التأثير وإن لم تصل إلى عدد كبير من الناس!

أو كاعتقاد الموظف بأن رضا المدير هو الأهم لأنه ولي نعمته، وقد يتحمل الذل ويتجرع المر في سبيل الحفاظ على وظيفته واهما أنه من الساعين في الأرض ، بينما عليه الاطمئنان على رزقه والسعي لمكان آخر للعمل لأن رزقه عند الله وفي خزائن الله لا في خزائن مديره !

أو التي تعتقد أن مستقبلها وحياتها بيد والدها الصارم الذي يرفض تعليمها! بينما نجد قصصا ملهمة لنساء خرجن من جحر الجهل إلى قمم العلم فقط لأنهن كن على يقين بأن رزقهن عند الله ومستقبلهن بيد الله.

والتي تتحمل حياة زوجية مريرة لأن لا شهادة ولا وظيفة لها، فتتحمل عيشة مؤلمة لأن زوجها هو ولي نعمتها ، لا رسول رزقها المكتوب في السماء من الله!

أو كالذي يتوهم أن لا مستقبل له بدون شهادة جامعية! وكأن شرط صرف مافي خزائن الله هو ورقة جامعية!

وأن التنافس شديد والرزق شحيح!

وكثير من الأفكار التي نتداولها هي مجرد وهم ، ومجرد باطل! ينقص إيماننا بالله وقد نصل للشرك بمجرد إيماننا بهذا الباطل!

ولا يُدحض الباطل إلا بالحق ، إلا بالإيمان بأن الله هو مالك أمرنا ومالك رزقنا ومالك مستقبلنا.


صديقتكم إيمان