هل أربي طفلي بقوانيني أم بقوانين الله ؟

  

تربية طفل سوي

تجربة جعلتني أدرك المعنى العميق لقوانين الله وقوانين التربية الحديثة


  أتذكر عندما قدِم إلي طفلي مرة وهو فخور بنفسه يخبرني بأنه أعطى صديقا جديدا له كل وحداته التي جمعها لشهور من اللعب " في لعبة معينة" وأتذكر ردة فعلي كيف كانت : " هل أنت مجنون؟ لقد تعبت جدا للحصول على هذه الوحدات والآن أعطيتها كلها وعندما تحتاج إلى غيرها تأتيني باكيا " 

كل ما كنت أفكر فيه وقتها أنني لا أريد نوبات انزعاج لأنه لايمتلك وحدات ، لكنه أعطاني درسا لن أنساه وقال لي :  ألم تخبريني ذلك اليوم بقصة عن الصدقات وأن الله يعطي المزيد لمن يتصدق ويعطي الناس ؟

صدمت وفرحت في نفس الوقت برده وقلت له : أتعرف! معك حق ! أنا المخطئة، استمر في ذلك أنت أكرم وأقوى مني .. وذهب يتنطط فرحا ، لكنه تركني في دوامة من التفكير ، فهي ليست المرة الأولى التي أعلمه فيها أن عليه الحرص على مقتنياته وأكله في المدرسة، وأن المشاركة بحدود فلا نعطي كل شيء ، وأتذكر أنه رجع من المدرسة يوما بدون أن يترك أكلا في حاويته وكنت فرحة جدا فسألته " لأول مرة أنهيت غدائك كيف؟" فأخبرني أنه كان يشعر بتوعك ولا يريد الأكل فأعطاه لزميل له في الصف وأحب الجميع المشاركة في تذوق غداءه فانتهى! 

ومثل هذه القصص كثيرة لدى جميع الأمهات ، والتي تجعلني شخصيا أحتار هل أربيه على أن يعرف حقوقه وحاجياته حتى يتجنب التنمر ، أم أغرس قيمة العطاء عنده! 
ثم تذكرت :
"لن تنالو البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيئ فإن الله به عليم " آل عمران ٩٢
"الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولا هم يحزنون " البقرة ٢٧٤

إذن لم أنا خائفة؟ من منشورات التحذيرات عن التنمر وكيف تربي طفلك حتى لايتنمر عليه الاخرون ! 
وهذا فعلا موجود بطريقة كثيفة حتى أن من قوانين بعض المدارس عدم مشاركة مابحوزتك من غداء مع الأطفال الآخرين " وكل هذه القوانين من أجل تجنب التنمر ! "ولي مقال قريب عن التنمر ولم نشدد على هذه الفكرة ونكررها بكثرة!

لكن سؤالي لنفسي ولمن هن مثلي : 

لِم نقدس تلك المشورات التربوية ونضعها فوق ما أمرنا الله به ؟
إذا وعدنا الله الخير الكثير بمجرد الانفاق فلم نحن خائفون من زوال ما لدينا؟ 
كيف أربي طفلي على الايمان بالله وثقته به ، إن كنت أشدد عليه أن يخاف على نفسه ويحرص عليها جيدا ؟
لم لا أعلمه أنه في معية الله لأنه شخص مؤمن ومحب للخير وأن الله سيعوضه نتيجة عطاءه ، لأنه أعطى بصدق وسيرجع له أضعافا مضاعفة!! 

أتبدو هذه الفكرة مؤلوفة لمن قرأ كتاب "الأب الغني والأب الفقير"؟  

أم نحب الكتب أكثر من كتابنا الذي جمع كل أنواع الحكمة في آياته؟



صديقتكم الأم إيمان