هل نجد تحفيز التنمية البشرية عندما نحتاجه؟ تجربتي بعد أربع سنوات


أثر التنمية البشرية في حياتي


هل أفادتني التنمية البشرية؟ الجواب نعم!

 لطالما كنت من المهووسين بالتنمية البشرية والفيديوهات التحفيزية وقصص النجاح الملهمة التي تجعلك تشعر بأن الكوكب بين يديك وأنك ستمتلك ماتريد منه بقوة الإرادة والرغبة العارمة في النجاح فقط.

ولطالما اعتقدت أن كل مايقال من معلومات فيها هو حقيقي فعلا، لكنني عندما أحتاج كل إمكانيات التنمية البشرية من أجل تحقيق أهدافي فلا أجدها ، وتداهمني المشاعر السلبية والإحباطات من جديد وعدم الرغبة في العمل حتى وإن بدى لي الحلم عند رسمه حلما كبيرا، يبدو لي عند بدء العمل مجرد فكرة عادية وليس لي رغبة بالعمل أصلا.

كذلك بالنسبة للشغف، فقد سمعت كثيرا أن من يعمل بشغفه سوف ينجح وسوف ينجز لأنه شيء يحب الشخص فعله وبالتالي سيستمر فيه وسينجح، لكن الحفرة التي أقع فيها دائما هي لحظة تحويل شغفي إلى مخطط مشروع متكامل واكتشاف أن هناك الكثير من العمل لإنجازه ، فيتحول شغفي لأمر ما؛ مجرد حمل ثقيل آخر فوق ظهري فأفقد الرغبة في الاستمرار به.

إذن أين الخلل؟ إذا كنت أؤمن بأن تعمقي في مجال التنمية البشرية أثرى معلوماتي وأفكاري وزادني ثقة بنفسي ، لكنني لا أستطيع تنفيذ ما تعلمت وتطبيقه على تحسين حياتي، فأين الخلل؟

الخلل في أنا وفيك عزيزي القارئ "إن كانت لديك نفس الشكوى" فهناك منظومة فكرية ضخمة في عقلك مليئة بالأفكار السلبية والعادات السيئة والبحث عن أسرع السبل لتحقيق الأحلام، هي ما يدمر سعينا من أجل تحقيق النجاح.

وأتذكر جملة للرائعة المتحدثة ميل روبينز صاحبة قاعدة الخمس ثواني .

"التحفيز هو مجرد قمامة لأننا عندما نحتاجه لا نجده " وهو فعلا كذلك إن اعتبرته سبيلك لتحقيق أحلامك ، فالفيديو التحفيزي لن يقوم لانجاز أعمالك، وخُطط الدراسة العميقة العشر لن تحل واجباتك، وفيديو تحفيزي للأعمال المنزلية لن يجلي صحونك !

هي مجرد أفكار ومعلومات يمكنك أخذ منها ما تحتاجه منها والانطلاق ، لكن إن شاهدت ٥٠ فيديو تحفيزي عن قوة الصباح فالخطأ خطأك، لأنك لم تستفد من أول فيديو وتبدأ مباشرة في تدريب نفسك على الاستيقاظ مبكرا، والصبر على هذا الهدف إلى أن تحققه ، أما تضييع وقتك في مشاهدة مئات الفيديوهات والدورات والتدريبات لن يغيّر من حياتك شيئا . 

ومع ذلك فإن التكرار يعلم "الشطار" فكثرة مشاهدتك وسماعك لمعلومات تنموية تقربك أكثر من معرفة نفسك وممارسة عملية إعادة البرمجة لدماغك وأهدافك، وتقربك أكثر من امتلاك الوسائل المعرفية التي تحتاجها لبناء حياة ناجحة، لكنها لن تفعل إن لم تبدأ الآن بالتنفيذ واستبدال عاداتك السيئة بعادات إيجابية، وأنت أدرى بأسوء عاداتك التي تؤخرك، ولا تحتاج إلى تنمية بشرية لتغيرها، تحتاج فقط إلى قليل من العمل وكثير من الانضباط لفعلها.

في مقال قادم سأخبركم عن تجربتي في الاستفادة من التنمية البشرية وكيفية استغلال أوقات التحفيز والجموح في فعل أمور تجعل روتين العمل والاستمرار فيما بعد أسهل وأقل احباطا .


صديقتكم إيمان