توقفي عن وضع قائمة المهام ، لست روبوت!

 


هل قائمة المهام مناسبة للجميع؟

منذ سنوات وأنا أسمع وأقرأ وأشاهد مدى فاعلية قائمة المهام التي ينصح بها بعض الخبراء والمجربين ، لكنني ضغطت على نفسي سنين كثيرة لأنجح في تطبيقها ودعوني أخبركم ، طوال تسع سنوات من حياتي لم أنجح في ذلك، لم؟ هل أنا شخص كسول ؟ الذي أعرفه عن نفسي لا! 

والذي أعرفه أيضا أنني كنت شخص ملتزم جدا بقائمة المهام قبل الزواج وقبل المسؤوليات والأطفال ، وأتذكر أن قائمة مهامي كانت تتألف من أكثر من ٤٠ مهمة وكنت  أنجح في تنفيذها كلها يوما بعد يوم من شدّة التزامي، ولم أعاني من أية مشاكل في ذلك مطلقا، لكن مالذي يحصل لي الآن؟

 "مع الأخذ بعين الاعتبار أنني لم أحقق أي انجاز يمتد لحياتي ، بل مجرد مهام لم أستطع تحقيق هدف أكبر بها "


حاولت طوال السنوات التسع في مرحلة زواجي وأمومتي أن أرجع لطبيعتي السابقة وأنجز مسؤولياتي بذلك التناغم السهل الذي كنت أقوم به من قبل لكنني لم أحصل سوى الاحباطات والآلام النفسية، وأصبحت أغني؛  ألا ليت الشباب يعود يوما! رغم أنني في الثلاثين من عمري!!!

إذن أين الخلل!

دعوني أخبركم تجربتي ورأيي وقناعتي !

وربما تستفيد منها بعض الأمهات أو أصحاب المسؤوليات الكثيرة والمتشعبة!

لأنني بطبيعتي شخص يحب الانتاج فإنني أحرص بين الحين والآخر على إنتاج بعض الأعمال التي أشعر أنها مميزة وبعيدة عن روتين الحياة اليومية كأم فقط تقوم بنفس الأعمال يوميا ولا تقود بها إلى شيء أو إلى هدف تطمح له!

 وبطبيعتي لا أحب العمل بدون هدف! فكنت أعاني بسبب ذلك، أضع أهدافا كبيرة وأول شيء أبدأ بعمله هو البحث عن الطريقة المثالية لتقسيم يومي حتى يكفيني بين إنجاز خطوة كل يوم من أجل هدفي بالاضافة إلى مسؤولياتي كأم لثلاثة أطفال، وهذا فعليا ما ينصحنا به بعض الخبراء. 

فجربت البرامج الأسبوعية وقائمة المهام اليومية حسب نظام blocks , ولا شيء ينجح معي بل حياتي تذهب في اتجاه الفوضى أكثر فأكثر ، ولا أستطيع أن أكون السوبر مام التي أشاهدها على اليوتيوب ! التي ترعى ٥ أطفال وتهتم ببيتها وتلمعه كل يوم ، ثم تريني مكان عملها الخاص الذي تنتج فيه بشكل منظم أطنان من المحتوى لتنشره بشكل ثابت كل أسبوع، وطبعا جميعهن يخبرننا أن سر السر هو تنظيم الوقت !

نعم فهمت الأمر وأحاول أن أكون منظمة وأسيطر على حياتي ، لكن ماذا عن الأيام التي يتقلب فيها مزاجي ولا أستطيع مجاراة هذا البرنامج الصارم، ماذا إن لم يكن لي صديقات مثلك لأضع أولادي معهن في أيامي البائسة لألحق نفسي أو أضع خطة الطبخ بالتناوب مع أمهات أخريات أو حتى أحضر مساعدة في اللحظة التي أحتاجها فيها!

ماذا لو لم أستطع انتاج عمل ابداعي في لحظة أشعر فيها بالكآبة، ربما بسبب الهورمونات !!!

وكانت تساؤلاتي هذه ومقارنة نفسي بالأمهات المنظمات تجعلني أشعر بالاستياء أكثر ، إلا أن وجدت فيديو تحفيزي لقناة Motivation2Study  وجدت فيه ظالتي وأثلج كلامه صدري وغيّر ذلك من حياتي النفسية الكثير والكثير، وسأنقل لكم أهم ماقيل في الفيديو بتصرفي الخاص :


الوقت هو أثمن ما لدى كل إنسان، والناجحون هم أكثر الأشخاص تقديرا لوقتهم، وقد سأل المتحدث في الفيديو " لم أستطع معرفة اسمه لأنه لم يذكر في الفيديو" سأل الناجحين عن أهم العوامل والعادات التي ساعدت في نجاحهم ، وتخيل لم يجب أحدهم بأنه يقوم بإنجاز قائمة بالأعمال المهمة كل صباح ليوجه يومه!! ووجد أن 41 في المئة من المهام التي يكتبها الأشخاص للقيام بها لا يقومون بإنجازها مطلقا!!

بل يشترك جميع الناجحون في وضع أهداف معينة ويتوجهون لها ، وهو ما قد انتهجته مؤخرا وقد نجح معي بشكل كامل، ليس ذلك فحسب ، خفت عني الكثير من الضغوط النفسية بسبب تراكم المسؤوليات وكثرة التفكير في تفاصيل يومي، فقد أصبحت أضع ٥ أهداف مثلا أحققها للشهر القادم وأعمل طوال الشهر من أجل هذه الأهداف بتناغم طبيعي يُقدر أن الأيام ليست متشابهة ولا يمكنني توظيف يومي بشكل كامل ليسير حسب مزاجي ، لكنن أستطيع الالتزام بخطوات يومية تجعلني أحقق هذا الهدف بالنهاية. كتصوير ومونتاج فيديو معين أو كتابة ٥ مقالات لهذا الشهر أو أي هدف آخر ، فقد أكتب في يوم واحد ثلاث مقالات ولا أستطيع ذلك لخمسة أيام متتالية ،ولن أنزعج أو أنضغط نفسيا لأن الهدف مازال قائما، بشرط أن لا أتكاسل وأؤجل، لكن أعرف نفسي جيدا وأهون عليها وأغنيها عن ضغط التكليفات اليومية.

وهذا ما فهمته وطبقته من خلال هذا الفيديو ، ولا أستطيع شرح وإيصال كمية الراحة النفسية التي يصل إليها الشخص باحترام رغبات نفسه وأوقات علوّها وصعودها، فأحيانا أشعر بالالهام للكتابة، وأحيانا ببساطة لا أستطيع كتابة حرف واحد، وإن أرغمت نفسي فسأكتب ما سأندم عليه لاحقا ويجعلني أشعر بأنني لست أنا من كتبه.

ربما بالغت في شرح تجربتي قليلا، لكنني أنصحكم بتجربة هذا النظام أكثر من فكرة كتابة مهام يومية. 

بالاضافة إلى نصائح أخرى مهمة تجعل تطبيق برنامج الكالندر calendar كما يسمى أسهل وأكثر سلاسة، يمكنكم الاستزادة من هذه المعلومات الشيقة من خلال الفيديو ، وسأحاول نقل التفاصيل الأخرى التي استفدت منها في مقالات قادمة. 

انتظروني 

صديقتكم إيمان



الفكرة هي التخطيط لأهدافك كمنتجات وإنجازات غير محددة بروتين يومي بل بنتائج محددة بتاريخ يمكن تمديده  والكف عن التخطيط لكل تفصيلة في الحياة