تخيل أنك عندما تموت تستيقظ من النوم !



فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد!






تخيل أنك عندما تموت تستيقظ من نوم عميق لكن ليست الروح هي التي كانت تنتقل خلال نومك، بل جسدك هو الذي كان ينتقل في عالم اسمه الحياة الدنيا..
تخيل أنك عندما تموت تُكشف لك كل الحقائق والأسرار والتفسيرات لما كنت تعيشه في هذه الدنيا ..
تخيل أنك ستشعر أن كل حياتك الدنيا كانت مجرد لحظات تمر كحلم أو كابوس ثم تستيقظ للحياة الحقيقية! 

وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ ۚ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (45) يونس 

تخيل أنك عندما تستيقظ من هذه الحياة تكتشف أن ما كنت تقدسه " الجسد" هو لا شيء الآن وليس له أي قيمة وأنك كنت مسحورا فيه فقط ، وأن ما كنت تهمله وتضعه كشيء ثانوي في الحياة" الروح" هو حقيقتك الآن، لكنها فقيرة جدا وتائهة!

تخيل أن ذلك الجسد الذي سعيت من أجله حياتك الدنيا كلها من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وزينة لم يكن مهما بل كان هو الثانوي ومجرد متاع! 
وأن روحك الحقيقة لم تسعى من أجلها إلا ببعض صلاوات ترددها أثناء وقت حاجتك لشيء يسد حاجة ذلك الجسد، فكان المسعيين من أجل نفس الشيئ!

تخيل أن بصرك أصبح حديد " انطلاقا من الوصف الإلاهي" وأصبحت ترى هذه الروح! وتخيل أنك عرفت أن غذائها وشبابها في الصلاة والذكر مع خالقها لأنها نفخة من روحه، ولا يغذيها إلا نفحات إيمان منه.
هل سترى روحك شابة نظرة؟ أما عجوزا هرمة؟!

هل تتسائل بهذه الأسئلة ، أم أنك تعتقد أنها فلسفات روحية تؤدي بك إلا عالم برزخي بعيد عن عالمك الواقعي الذي ستستيقظ منه يوما
هل تولي هذا الموضوع الأهمية الكبرى في حياتك لتكتشف حقيقة ذاتك وحتى تكون مستعدا للحظة الاستيقاظ، أم تعتبر أن السعي في الحياة الدنيا عمل ورزق ونسل! "كما تفعل القططة!"

هل تتساءل إن كان الله فعلا خلقك لرسالة ما وتؤمن بآية "إني جاعل في الأرض خليفة" وأن الله يقصدك أنت أيضا من وراء هذه الشاشة، أم تعتقد أن الأنبياء والخلفاء الراشدين قد أدو مهمة الخلافة وأغنوك عنها، وأنت مجرد رقم إضافي في هذه الحياة تتبع خطواتهم المنقولة إليك من آبائك " مع التعديل إن وجد"  وتستغل وجودك في هذا الحلم الدنيوي في السعي للرزق وامتلاك ما يمكنك امتلاكه بعملك من خزائن الله؟!

هل تتساءل إن كان يجب عليك التفكير في كل ما خلفوه من معلومات وكتب وقصص أم تعتقدها أكبر بكثير من وقتك فهناك من يظهر في برنامج تلفزيوني أو يوتيوبي يعطيك ملخصا للأمور التي أنت بحاجة إليها فقط!
هل تقرأ ذلك الكتاب الذي أرسله إليك نافخ روحك بعينك وقلبك وتجعل روحك تسبح في حقيقته واكتشاف معانيه المخصصة لك وحدك فقط كخليفة، أم تقرأه بأعين الخلفاء والعلماء من قبلك لتكرر رسائل استخلافهم بدون اكتشاف اضافتك التي خلقها الله معك منذ ولادتك !

هل تحاول اكتشاف إضافتك التي تفسر بمواهبك وتحاول تفسيرها وتسخيرها لفكرة الخلافة في الأرض وتعتبر نفسك من الخلفاء المقصودين أيضا، أم أنك مشغول بما يحتاجه جسدك لأنه ما سيرافقك خلال هذا الحلم الدنيوي؟
هل تتسائل إن كان وجودك في هذه الحياة مجرد رقم إضافي لعدد عائلتك وقبيلتك ودولتك والعالم، أم أن لديك شيء خاص تقدمه للحياة ؟ قيمة ما مثلا! 

تسائل عزيزي، لأنك إن لم تفعل الآن ، فحتما ستفعل عندما تستيقظ ويصبح بصرك حديد، ويكون الأوان قد فات لتفعل شيئا!


صديقتكم في رحلة الحياة إيمان الشعلة