لقب الست الشاطرة أم راحة البال، ماذا اخترت؟!

 



الأعمال المنزلية المتعبة

هل لقب الست الشاطرة أهم من راحتي ؟

أنا لا أنكر أنني لا أفضل القيام بمسؤولية الأعمال المنزلية وأحرص على وجود مساعدة منزلية تقوم بهذا الدور، ولكنني أيضا أستمتع أحيانا بأعمال التنظيف وأحن إلى قضاء نهاري من أوله لآخره فقط من أجل ترتيب خزانة ما أو إعادة ديكور صالة أو تعزيل خزائن المطبخ . 


وأنا أعتقد أن كل امرأة تحن بفطرتها لمثل هذه الأعمال ، لكن أن تكون حملا ثقيلا على ظهرها وحدها خاصة مع وجود أطفال أو عمل أو دراسة فأنا أرفض ذلك لأنه استغلال لتعود المجتمع على أن تقوم المرأة فقط بهذا الدور ، لا بل افتخار العديد من النسوة بأنهن متميزات في ذلك ! ولا أنكر عليهن شيء من ذلك إلا إن كن يفعلنه لأنه أمر يريحهن . 
وأعرف سيدات يعشقن الأعمال المنزلية ويعتبرنها إفراغ لطاقاتهن ولا ينزعجن من القيام بها كل يوم وطوال اليوم ولا تشكل أي حمل بالنسبة لهن، وأنا أحييهن على موهبتهن. 
لكن بعض السيدات الأخريات يجبرن أنفسهن على التقيد بمقاييس المجتمع " للست الشاطرة!" ويقضين نهارهن كله في التلميع والترتيب وهن كارهات لذلك! فقط من أجل رضا المجتمع أو الصديقات أو من أجل مدح عابر بأن هذه السيدة " شاطرة" ، وأنا شخصيا أتنازل عن هذه الصفة بمحض ارادتي التامة والكاملة ولا أشعر بالخجل أبدا أن أقول أمام العامة أنني لست " شاطرة" وأحتاج إلى مساعدة، وأنا ممتنة جدا لوجودها في حياتي ، والأمر كله يبدأ من عقلك سيدتي .

إن كنت ترفضين الاعمال المنزلية فلا تكبتي هذا الرفض بداخلك فقط من أجل إرضاء ذائقة من حولك وانتظار المدح منهم، من رأيي أن تبدئي في طلب المساعدة بكل قوة من زوجك ومن أطفالك ومن أمك وأختك وكل من حولك وجلب مساعدة منزلية إن كنت قادرة ماديا على ذلك، وأن لا تعتبريها مجرد شي ثانوي ، بل هو من أولويات أولوياتك ومهم أكثر من حاجتك لشراء ملابس جديدة أو قطع ذهب فاخرة " للزمن 😶‍🌫️" أو حتى من طلب الأكل الجاهز أوقات تعبك . 

لقد كنت محتارة قبل قرار توظيف مساعدة منزلية بدوام كامل ، فأنا مدركة باحتياجي الشديد لها، كما أنني أضع أولوياتي الأخرى دائما أهم، إلا أن جاءت لحظة الانهيار وقررت "سأقتصد في المصروف والمشتريات لكنني سأوظف واحدة "
وهذا مافعلته ، وأشعر أنه أحسن قرار اتخذته ، فقد شعرت بحمل ثقيل ينزاح عن ظهري وتركت حتى التفكير في واجباتي المنزلية، وعوضته بالتفكير في أمور أخرى تضيف شيئا جديدا لحياتي وتجعلني بعد سنوات أشعر بالفخر لإنجاز أمر ما .. 

لهذا فأنا من مشجعات 📣 المساعدة المنزلية مع عدم رفضي النهائي للأعمال المنزلية نفسها ، إن كانت تقدم بطيب خاطر واستمتاع .


صديقتكم إيمان