لماذا لا نستمتع بسماع القرآن






نردد كثيرا أن القرآن شفاء للقلوب وللأرواح، لكن الحقيقة بداخل الكثيرين
 أنهم يشعرون بشعور الرهبة والخوف عند سماعه، لكن يقاومون هذا الشعور لأنهم يعتقدون أنه ذنب أو أن إيمانهم قليل أو أنهم يتوجب عليهم إجبار أنفسهم لسماع القرآن وتمثيل المشاعر الطيبة!!
هذه حقيقة لكن يخاف كثيرون من أن يقولوها خوفا من أحكام الآخرين، خوفا من إتهامات التكفير والضلال، خوفا من اعتبارهم غير مؤمنين، وهذا هو السبب الأول لعدم استمتاعنا بسماع القرآن..
لماذا لم نسأل أنفسنا عن مصدر هذا الشعور لإصلاحه بدل تجاهله وتغطيته بأغطية مزيفة!! 
ببساطة مطلقة وواضحة نحن لم نكبر على علاقة جميلة مع القرآن منذ طفولتنا ، والوقت الوحيد الذي نحب فيه قراءة القرآن هو رمضان، لأنه مشحون بطاقة احتفالية وبهجة جميلة منذ مئات السنين، لذلك نستمتع به في رمضان، وقد يذكرنا صوت عبد الباسط عبد الصمد وتلاوته برائحة شوربة رمضان!! 
أنا أحاول أن أكون صريحة هنا رغم أنني أعلم أنك قد تحكم علي في نفسك! 
لكن غير مهم ، المهم هو أن نصل معا إلى الجذر..
الذي عودنا على قراءة القرآن في الجنائز، وللاستدلال به على عذاب اليوم الآخر واستخدامه لتخويفنا ونحن أطفال كي يكون سلوكنا مريحا لوالدينا!!
فكانت النار من نصيب الكاذب وسارق قطعة الشوكولاطة وأن الله يعذب المخطئين مع والديهم فعقوق الوالدين يأتي مباشرة بعد الشرك بالله، وفلقة ( العقاب بالضرب) للمخطئين في حفظه عند كتّاب المسجد! وجعل الله الذي يُستخدم للابتزاز العاطفي في معظم الأحوال وكتابه على نفس المنهج، وكأنه منهج يقف فوق رؤوسنا ينتظر أخطائنا ، ربما هناك القليل من ذكر الجنة وجمالها، لكن الابتزاز بالتخويف كان أكير عند فئة كبيرة من الناس..
كل ذلك يبرمجنا بمشاعر خوف وشعور بالذنب وكتم، يجعلنا نجد صعوبة في التلذذ بآيات الله رغم أننا كبرنا وعرفنا الكثير من الأشياء الرحيمة والجميلة والمحبة في القرآن، لكن تلك البرمجة الطفولية العميقة لم تنتهي بعد وتقفز في كل مرة نقرأ فيها القرآن ..
 أتذكر أول مرة تعلمت فيها أن الله يحب عبده عندما كان عمري ١٤ عاما 
وكل ما قبله كنت أعتقد أن الإله هو مجرد وحش يسكن في السماء له العديد من أبواب النار والثعابين وصراط يقسمنا إلى نصفين!! 
أستغفرك ربي على هذا الوصف الشنيع لكنني ذكرته كما كنت أعتقده بالضبط عندما كنت طفلة!!
وكانت صدمة بالنسبة لي أن أعرف أن الله رحيم ولطيف ومحب! كانت من أجمل الصدمات في حياتي ، لكنني استغرقت وقتا طويلا حتى تشافيت من آثار الماضي!!
وهذا جزء من رحلتي الآن حول تشافي الطفل الداخلي، فهناك أجزاء معتمة بداخلنا نتجنب الدخول إليها خوفا، لكن بعض الشجاعة تجعلنا نكتشف الأسباب وراء حدوث الكثير من الأمور والمشاعر في حياتنا!!
مثل مشاعر عدم الاستمتاع بالقرآن المتعلقة بجروح عاطفية داخليه عميقة حول مفهوم الله ودور كتابه في حياتنا!! 
لذلك أدعوا كل أم وأب أن يحرصا على عدم تدمير الأساس الروحي الذي ولدنا به، عدم تدمير فكرة الله في أذهان أطفالنا واستخدامه لمصالحنا الخاصة " اذا كذبت مرة تانية ربنا رح يعاقبك! إذا ضربتني ربنا رح يزعل منك!! " 
كفى أرجوكم
اذكروا الله في المواقف الجميلة والرحيمة ..
اصنعوا صورة جميلة عن الله..
فإذا أحبوه سيحبون كلامه وسيقرأونه بعيون محبة لا بعيون خائفة،
وقد تتغير العبر تماما اذا استقبلناها من حبيب بدل كاره، فكيف بالقرآن ومعانيه..
لهذا أنا أعتقد بأن تشافي طفلنا الداخلي مهم بجانبنا الروحاني من أجل أن لا نخرب هذا الجانب لدى أطفالنا دون أن نشعر !!

صديقتكم إيمان الشعلة