أهم ميراث تتركه لأطفالك هو ميراث الأفكار




 يمكنني أن أعتبر بكل يقين أن من يقرأ مدونتي هذه قد وصل إلى مرحلة جيدة من الوعي، وأدرك أن حياتنا هي نتاج أفكارنا، وأن كل ما نفكر به نحصل عليه في نهاية المطاف سواء كان خيراً أم شراً على حسب اعتقاد أي شخص. 

والكون محايد لا يعتبر أي شيئ خير أو شر، هو فقط يعطيك ما ترسل له من أفكار مشحونة بمشاعرك الخاصة، أما الخير والشر فهما الوجه الذي تعتقده من الأمر، لأن الله خلق من كل شيء زوجان، وهذا يشمل كل شيء موجود في الكون، فكل شيئ يحتوى على الخير والشر بقلبه.

مثلا: أنا في وظيفة معينة، بنظام الكون المحايد هي تحمل الخير والشر لي ولغيري، لكنها تعطيني ما أعتقده عنها، فإذا كنت أعتقد أن هذه الوظيفة خير لي فسأتمتع بكل خيراتها، لكنني إذا اعتقدت أنها شر لي فسأحمل كل مايمكنها إعطائي من شرور، بينما يسعد بها زميلي ويترقى ويحصل على جميع الفرص الجيدة "بسبب مشاعره تجاهها"

وهذا ملخص ما يطلق عليه بالذبذبات، فأنت ترسل ذبذبات خير أو شر وبناءا عليه تنال ما تفكر به.

كنت أتساءل صباحا كأي شخص يتأمل في هذه القوانين الكونية العجيبة، وربما تتسائلين مثلي تماماً :

لكنني لم أخلق كل شيئ في حياتي بأفكاري أنا، فلدي صديقة وُلدت لعائلة غنية وهي تعيش حياة غنية بدون أن تغير أفكارها وتتعب في اكتشاف البرمجيات المعيقة للثراء لديها، هي ببساطة ثرية!

أما أنا فأُلام لأنني فقيرة وأسمع عبارات مثل أنت المسؤول عن حياتك، أنت المسؤول عن اختياراتك، إذا أردت الثراء فعليك أن تسعى وتغير أفكارك ..الخ

هنا صديقتي دعيني أخبرك بكل سرور، أن صديقتك لم ترث الأموال فقط، صديقتك ورثت عقلية الثراء من والديها، فهما من عمل على نفسه لتغيير أفكارهما للحصول على الثراء، أو والدهما أو أي جد تعتبرينه الثري الأول في العائلة، نحن نرث أفكار سبع أجيال سابقة، وأنت تورثين أفكارك لسبع أجيال لاحقة.

لهذا صديقتي قبل أن تلومي الكون والله وتعتقدي بأنه لا عدل، فصدقيني هناك عدل لكنك لم تفلتريه جيدا فقط.

أنفك وعيناك وشكل وجهك موروث من آبائك، وأموالك ومشاعرك وطاقتك وأفكارك أيضا موروثة من آبائك.

لن تلومي والدتك على أنفك الذي لست راضية عنه، لا يمكنك ذلك لأنك تتقبلين فكرة أن الجينات تنتقل من جيل لجيل، ومن البديهي أن تكوني على خِلقة والدتك أو والدك.

نفس الشيئ طبقيه على الأفكار، فلو لم تعجبك الأفكار التي لديك يمكنك ببساطة تغييرها وتغيير حياتك بالكامل.

ليس حياتك فحسب، بل حياة سبع أجيال لاحقة! تخيلي!

لهذا دائما أقول لكل أم، أن أفضل شيء تصنعه الأم لأطفالها هو الاهتمام بجودة مشاعرها، وجودة أفكارها، لأنهما الميراث الحقيقي لأطفالك، يمكنك أن تُورثي لأطفالك مليون دولار ربحتها في سحب ما، لكنها ستنتهي ويعودون للفقر مجددا إن لم تحرصي على توريث عقلية الثراء لأطفالك.

فهمك لأسرار الثراء سوف يصبح من أساسيات تعاملك اليومية وسوف يراها أطفالك ويكتسبونها، لذلك تجد الأم الشاطرة في اقتصاد مصاريف البيت والتوفير منها لشراء إضافات أخرى؛ أولادها ناجحون عندما يتعلق الأمر بالمال والتجارة، لقد كسبو أساسيات إدارة الأموال من أمهم.

والأم التي تتقن التعامل مع الناس والعلاقات، تجد أطفالها يتمتعون بعلاقات صحية عندما يكبرون.

أما الأم الحزينة الضحية التي لا تعرف في الحياة شيئا ستحمل أطفالها وزر استسلامها، وسيعانون في سبيل تعلم مهارة جديدة في كل مرة وإن كانت على مستوى تقدير الذات وتحمل المسؤولية.

إن أعظم تربية لك أيتها الأم أن تصنعي نفسك أولا، أن تعدلي أفكارك وترتبي مشاعرك، وهكذا فقط حصل أطفالك على مختصرات الحياة بدون حتى أن تفكري في ذلك!


صديقتك إيمان الشعلة


اختيار أم نصيب؟

 


التُربة مُسخرة لإنبات الزرع مهما كان نوعه، فإذا اختار المُزارع أن يضع بذور فواكه فسوف تعطيه الأرض أشجار الفواكه، وإذا زرع الزيتون فسوف يحصد أشجار الزيتون، أما إذا تركها بدون اختيار فقد تصبح قاحلة أو تُنبت بعض الأشواك المزعجة، ببساطة لن تختار الأرض لوحدها الاختيارات الأفضل للمزارع.

كذلك الأمر بالنسبة للحياة المُسخرة للإنسان، الله خلق الكون بقوانينه وكل مايحتويه، ثم خلق الإنسان وسخر له الكون كله، وأودع فيه خصائص وقدرات فريدة ومختلفة عن باقي المخلوقات، أنظر إلى الأرض وستعرف فالقطط والزرافات لم تبني بنايات شاهقة بعد أو تطير الحديد في السماء!

فيأتي الإنسان بطوله وعرضه "وشنباته" ليقول بكل ثقة "لماذا يارب لم تجعل حياتي أفضل؟ ولماذا لا أحصل على ما أريد؟ ولماذا كتبت لي الرزق القليل؟

وهو يكفر دون أن يعلم، مبدئيا لأنك لا تعلم أن الله كتب لك الرزق القليل أم الكثير فأنت غير مُطلع على صحائف الغيب، أما عن قليلك اليوم فهو نتاج كسلك وعدم ثقتك بما خلقه الله فيك.

ثانيا، فالله قام بدوره على أفضل وجه ممكن وأعطاك كل ما تحتاج إليه لتبني الحياة التي تريد فلماذا تريد له أن يبنيها لك وأنت نائم في كوابيس أفكارك السلبية الساخطة دوما؟ إذن لم أنت خليفة؟ إذا كنت تريد لله أن يفعل عنك كل شيء؟

الله أعطانا هذه الحياة وأعطانا كل الأدوات لنزرع ما نحب في حديقة حياتنا، وكل ما علينا فعله هو الاختيار أولا، لأننا مُنحنا ذلك، فأنت بإمكانك اختيار إكمال المقال، كما يمكنك اختيار إغلاقه فورا! أنت لا تنتظر من الخيار أن يُنفذ لوحده أو أن يقوم به الله عنك لأنك لا تعلم ما تريد! وتؤمن بأن الله يعلم كل شيئ! أنت تريد المعلومة لكنك منزعج من وقتك المهدور في القراءة أو من الأسلوب الذي لم يعجبك أو من أي شيء آخر!

طبق ذلك على حياتك، إذا كانت الضروف المحيطة بك لا تُعجبك فيمكنك ببساطة اختيار تغييرها، إذا لم تعجبك البلد فاختر تغييرها، إذا لم يعجبك عملك فإمكانك اختيار التطور والحصول على عمل أفضل، لم يعجبك بيتك المكركب بإمكانك اختيار النهوض وتنظيفه وترتيبه وتغيير ديكوره، لم تعجبك العلاقة التي أنت فيها صدقني ليست نصيب كما أخبروك ويمكنك اختيار تغييرها في أي لحظة من حياتك، لم يعجبك وضعك المادي بإمكانك اختيار شراء كتاب عن المال وتغيير عقليتك حوله.

ببساطة كل الحصاد الذي لا يعجبك في حياتك هو إما لأنك تركت أرضك تبور أو لأنك زرعت البذور الخطأ، وفي أي لحظة يمكنك تنظيف هذه الأرض وإعادة زرعها بما تريد وتشتهي وكل ماعليك فعله هو الاستسلام لعملية الزراعة بقوانينها، مثل أن تسقي الأرض يوميا بالماء، وتهيئها لعوامل الطبيعة المفاجئة مثل العواصف والأمطار الغزيرة أو حتى الجفاف، وتنتظر بصبر وفخر وقت الحصاد لأنه آت لا محالة، أنت تعرف أنك زرعت واهتممت بأرضك، وسوف تنال الفواكه التي اخترت زراعتها بالنهاية، وستكون سعيدا بالنتيجة ومستمتعا بوقت العمل كله. وستكون هذه الأشجار والفواكه نصيبك بالنهاية!

 وهذا الاستسلام لعملية الزرع ومواجهة الصعوبات هو استسلام لإرادة الله التي وضعها مسبقاً لأنه يعلم أكثر منك متى ستخرج الفاكهة وكم حبة ستزهر في كل شجرة، هنا عليك التسليم والدعاء، لا الدعاء وقت الزرع ووقت واجبك كإنسان خليفة!

فقبل أن تنطق بكلمة " نصيبي" احذر ألف مرة أن تُعلن عن اطلاعك لعلم الغيب وتكفر بالله دون أن تدري، فنصيبك هو اختيارك وسعيك وثقتك بالخالق الذي خلقك وسخر الكون لك وكل ماعليك فهمه هو قوانين هذا الكون لتستطيع أن تكون حقا خليفة لله.


صديقتكم إيمان الشعلة



كيف أتخلص من الأحكام - الجذر الأصلي

 

زيف الحقيقة



عندما بدأت في رحلة الوعي، أو رحلة التزكية أو رحلة البحث عن الحقيقة سمّها أي اسم تشاء، تصادمت مع مفهوم "إسقاط الأحكام" وفهمت أنني لن أنتقل للنسخة الأفضل مني والتي أرغب بها بشدة قبل أن أسقط الأحكام حول غيري، وحول العالم، وحول من أذاني، وحول عائلتي، وحول أطفالي، وحول نفسي.. وحول الله!

نعم هناك أحكام على الله أيضا في حياتنا، قد لا ننتبه لوجودها أصلا حتى نتعمق أكثر بالرحلة ونعيش صدمات اكتشافنا لها.

بدأت البحث عن الوصفة السحرية التي تجعلني أُسقط الأحكام، تابعت عدة مدربين في الوعي، وشاهدت العديد من الفيديوهات الأجنبية والعربية باحثة عن الطريقة السحرية لأسقط الأحكام، لأنني و بعقليتي الانتقادية كثيرة الأحكام لدرجة تزعجني أنا قبل الآخر، حتى صادفت الفيديو الذي غير تفكيري تجاه الأحكام نهائيا، حيث يقول صاحبه أننا بشر ومن المستحيل أن نُسقط الأحكام حول الآخرين ببساطة، لأنها جزء من إنسانيتنا.

لا تتسرعي في إغلاق المقال، سوف أخبرك بالطريقة لاحقا، نعم يمكن إسقاط الأحكام فعلا، لكن ليس قبل الاعتراف بجزئك الإنساني الذي يحكم بشكل مستمر.

نحن بطبيعتنا البشرية واختلافاتنا العقائدية والثقافية نختار أشياء معينة نعتبرها حقائق لا تقبل المغالطة، بينما يعتبرها آخرون خرافات، كما نختار نوع الأخطاء التي لا يمكننا حتى التفكير بها، لذلك فنحن أوتوماتيكيا سوف نحكم على من مارس هذه الأخطاء بنظرنا.

وعندما قررت فعلا أنني أتقبل نفسي كما أنا، كإنسانة تحكم على الآخرين لأن لديها مصفوفة القيم الخاصة بها، ومصفوفة الصح والخطأ الخاصة بها، والتي تقيم بها نفسها والآخرين، وسأحترم هذا الشيئ في نفسي.

بدأت بالعودة إلى " إيمان" قليلا وإلى قيمي أكثر وتقديرها أكثر، والتي من أكثرها جموحا في حياتي " قيمة الحقيقة" فأنا إنسانة تبحث عن الحقيقة في كل موقف من مواقف حياتها منذ أن بدأت صحوتها وتكشّف لها زيف العالم والماتريكس الذي كانت تنام فيه لسنوات طوال.

ومع بحثي المتعمق للحقيقة، وكما يحدث مع أي إنسان يحاول فك شباك الحقيقة، سوف يجد الكثير من الأكاذيب والأوهام، كلما بحثت عن الحقيقة أكثر كلما اكتشفت أكاذيب أكثر، كلما تقربت من حقيقة ما ظهرت حولها أكاذيب وأوهام عديدة، بعضها كان يسبب لي صدمة شديدة، فتلك الكذبة اعتقدت أنها الحقيقة لمدة طويلة من عمري، وها هي الآن تتجلى ككذبة واضحة ومنطقية وتشرح نفسها بنفسها، أقول بالبداية كم كنت عمياء! لكنني أحمد الله على نعمة البصيرة التي تنفتح أمامي شيئا فشيئا.

فالخروج من الظلمات إلى النور ليس بالطريق الهين إطلاقا فهناك انكشاف مذهل لما لا تراه العينان ولكن تراه العين الثالثة التي تريك في كل لحظة كذبة ما لطالما آمنت بها!

ومع الاستمرار في هذا الطريق بدأت أفقد الثقة بمفهوم " الحقيقة المطلقة" وأصبح يظهر مفهوم " الزيف المختبئ وراء الحقيقة" وأن لا حقيقة مطلقة بالنسبة لي حاليا "إلا الله" وإن كانت هناك مفاهيم كثيرة مشوهة ومزيفة حول الله، لكننا بالنهاية نشعر به في قلوبنا وبأنفسنا وفي كل خلق جميل في العالم، حتى إني أسمع صوته مع صوت الرياح وحفيف الأشجار وخرير الماء، ففي النهاية نحن نعي جيدا الله في قلوبنا وإن لم نستطع وصفه بكلماتنا.

لكن مادونه فهو ليس حقيقيا بالمطلق، بل الحقيقي من هذا العالم ما نجعله حقيقيا بأنفسنا وأفكارنا ومعتقداتنا، والمزيف هو ما نرفضه ونشمئز منه ونتأذى منه، وهكذا..

بدأت الأحكام بالسقوط لوحدها وبدون بذل أي جهد يذكر، فإنني في رحلتي للبحث عن الحقيقة " والتي أعتقد بشكل خاص أنها موجودة بالفطرة أيضا بطريقة ما أحاول فك ألغازها" لكنني وفي كل مرة أنصدم فيها بمجموعة الأكاذيب، أقول في نفسي: 

هذه كذبة أخرى ووهم آخر اعتقدت أنه حق لسنوات طوال من عمري، فياترى ماهي الأكاذيب الأخرى التي ستنكشف لي مع الأيام والسنين؟

عندما أتعرض لموقف أو أرى شخصاً أحكم عليه بطبيعتي الإنسانية، أتقبل هذا الحكم في تلك اللحظة، ثم أبدأ في التفكر، هل من المعقول أن يكون هذا الشخص الذي حكمت عليه على حق في نهاية المطاف، وأنا على خطأ؟ 

أنا لا أعتقد ذلك الآن، ولكن من الممكن أن يحدث ذلك في أي لحظة.

كما حدث من قبل في لحظات عديدة تقرر فيها بصيرتي " العين الثالثة كما يقال" كشف المزيد لي، وكم كانت لحظات الصدمات كثيرة في هذه الأعوام الثلاث الأخيرة من حياتي!

فأصبحت بشكل حر وبدون أي سعي أو محاولة أُسقط أحكامي حول كل شيئ، وكل البشر مهما كانت اختياراتهم غير منطقية بالنسبة لي أو مقززة أو مؤذية!

حتى الأذى لم أعد أحمل له أي أحكام بشكل عام، يمكنني أن أعتقد بأن هذا أذى وأنا لا أقبله، وأنا حرة في هذا المعتقد، لكنني لا يمكنني اتهام الطرف المؤذي بأنه شيطان بالمطلق أو أنه شرير بالمطلق وكيف له أن يخطئ مثل هذا الخطأ المريع بالنسبة لي!

فقد كنت بالأمس أعتقد أن التسلط على المرأة أذى ومن يتسلط عليها ويسجنها بمفهوم الولاية هو أذى بكل ما تكنه مشاعرها من شعور بذلك الأذى الشديد والاختناق الشديد، لكنني أدركت في لحظة أنها هي من سجنت نفسها بالحقيقة، وأن المفتاح بيدها ويمكنها تحرير نفسها في أي لحظة تريد، وسينسحب ذلك المتسلط أوتوماتيكيا من تسلطه، فهو مثل الخادم المطيع لرغباتها الداخلية " استحقاقها ونظرتها عن نفسها بالأساس" وكأنها هي من تعطي له الأوامر، وهو مجرد منفذ لها، وفي اللحظة التي تختار فيها القوة والدفاع عن نفسها سوف يبتعد ببساطة.

مثل هذا والكثير من الأحكام التي كنت ألقيها على الأشخاص المؤذيين أصبحت ألقيها على الأشخاص الذين استقبلوا الأذى بضعف، ثم أسقطتها عنهم أيضا، فلكل دور في هذه اللعبة الكبيرة، ونحن هنا في لعبة الحياة نستطيع أن نختار أي حقيقة في حياتنا في أي لحظة سواء ببصيرتنا أم بالتبعية.

وأنا اخترت البصيرة والنور، لأنها تؤدي إلى إسقاط الأحكام بنهاية المطاف.

أما التبعية فهي رأس خلق الأحكام المطلقة حول البشر والحياة والله.

فالاختيار الأول يكون بسؤال :" هل أنا أبحث عن الحق لأتبعه، أم أنا أدعي الحق المفروض عليّ وأفترض أنني أتبعه!"

صديقتكم إيمان الشعلة




مفتاح العلاقات الجيدة هو الثقة وفقط !

 


عندما سمعت لأول مرة زوجان يتحدثان عن أهمية الثقة في علاقتهما، وأنها مفتاح كل شيء في نجاح العلاقة، استغربت ولم أعي الموضوع جيدا، وأخبرت نفسي أن هناك أمورا أهم بكثير لنجاح أي علاقة، فهناك المودة وهناك الاحترام المتبادل ،هناك المعاملة الحسنة وهناك التفاهم والتوافق وهناك الحوار المستمر وقبول مساوئ الطرف الآخر وعدم محاولته تغييره والكثير من العناصر.

لكنني اليوم وأثناء تفكري في مشكلة مررت بها وصلت باستنتاج صادم بالنسبة لي وهو أن مفتاح كل ما سبق هو الثقة، مجددا!

فإذا وثق الرجل بزوجته سيعاملها باحترام لا تعالي، وإذا وثق بها سيحبها لما هي عليه، وإذا وثق بها سيعاملها بشكل جيد لأنه واثق أنها لن تستغل طيبته، وإذا وثق بها سيحاورها في كل الأمور وهو واثق أنهما سيتوصلان لحل، وهكذا.. لكن الذي يخلق كل تلك المشكلات هو انعدام الثقة التي تُخلق بسبب صدمات الطفولة المتكررة والتي تجعل الشخص لا يثق بأحد ويتصدر موقع الدفاع دوما، وكأنه في حالة حرب، لا يمكنه الوثوق بالأشخاص المقابلين مهما كانو، وذلك ما يجعله يُخرج كل آليات الدفاع لديه في كل موقف، ويمارس الألاعيب المستمرة دون أن يكون واضحا، بينما يعاني أشخاص آخرون وهم غالبا الطرف الثاني من نوع آخر من فقدان الثقة، وهو فقدان الثقة بالنفس!

فعندما يجتمع شخص لا يثق بأحد مع شخص فاقد للثقة بنفسه ويسلمها لأي كان بدون حدود أو قيود، تنتج علاقات سامة مرضية لن توصل بصاحبيها لشيئ!

وكذلك الأمر بين الأم وأطفالها، عندما تثقين بصوت أمومتك الفطري ستعاملينهم أجمل تعامل يستحقونه، وسيثقون بك بالمقابل ويجدون كلامك ونصائحك دائما في محلها مع مرور الوقت، ستنشئين علاقة رائعة مع أطفالك مفتاحها الثقة المتبادلة بينكم، أما إذا خنت حدسك وعاملتيهم بما يمليه المجتمع من قوانين فسيفقدون الثقة بك، وتفقدين الثقة بأنهم سيكونون صالحين، وستبدئين ممارسة موضع الدفاع ووضع القوانين بنية الحماية "حمايتهم" لكن الحقيقة بداخلك هي انعدام الثقة بطريقتك في التربية وثقتك بنجاحها أم لا.

وكخلاصة لما سبق، الأفضل من أن نختار صفات محددة ومعينة لشريك حياتنا، أو نختار المواصفات والسلوكيات الرائعة التي نريد لأطفالنا أن يكونو عليها،  دعونا نبدأ بالثقة أولا، عندما أثق بك سوف تُظهر لي أجمل مافيك، وعندما أثق بنفسي وبصوتي الداخلي فسوف أعطيك أجمل ما فيّ، والعكس يجعلنا نظهر أسوء مابشخصياتنا تماما، انعدام الثقة يجعلنا نظهر الخوف والغضب والأحكام المسبقة واللوم المستمر، مهما كان نوع العلاقة حددي هذا المقياس أولا.


صديقتكم إيمان الشعلة



هل شعورك بالذنب تجاه أطفالك يساعدهم؟

 



كثير من الأمهات تعتقد أننا عندما نتحدث عن ضرورة التعلم والتطور وتطوير وعينا كأمهات، فإننا نقصد أن نكون حريصات حرصا تاما على ألا نسبب لأطفالنا صدمات واحباطات.مع أن ذلك شبه مستحيل وذلك لأن  الطريق الذي ندعو له باستمرار هو طريق الوعي والتغير والبحث عن جذور المشكلات التي تعانيها الأم من أجل القضاء عليها، ورحلة البحث عن الجذور تتطلب صبرا كبيرا ، مما يعني أن الحال لن ينقلب بين ليلة وضحاها، ولن تصبحي بفضل الوعي أمّا مسلمة كامل التسليم فور تجميعك لهذه المعارف.

 رحلة التجذر من أجل البدء من جديد تتطلب منك الصبر على معطيات الحاضر بما فيها شخصيتك العائمة في فوضى الأفكار المبرمجة لسنين، وتقبل هذه الشخصية وأخطائها، والعمل على تصليح هذه الأخطاء شيئا فشيئا بدون رصد المثالية كنتيجة، وإنما رؤية نتائج التطور أمام أعيننا سواء في شخصيتنا وهدوئها واطمئناننا كأمهات أو من خلال تغير سلوكيات أطفالنا للأفضل بسبب هذه العلاجات الجذرية ..

وكل هذا يتطلب أن نضع أداة الشعور بالذنب جانبا، فهي لا تفيد هذه الرحلة إطلاقا بقدر ما تزيد الطين بلة وقد تعطلك عن رحلتك في إيجاد الأم الفطرية بداخلك، التي تعيش معنى " وقري عينا" الذي لا يصحبه شعور بالذنب أو اللوم أو النظر للماضي وأخطائه، لذلك من المهم جدا أن لا تعيشي شعور الذنب الذي تغرق فيه كثير من الأمهات وتعتقد أنها أم سيئة أو مهملة أو مقصرة، حتى لا تأكدي هذه الفكرة في عقلك الباطن وتتحولي حقا إليها.

كلما حدث خطأ احذفيه بالاعتذار والاستغفار ثم ابدئي من جديد وكأنك لم تخطئي من قبل، وكرري الأفكار الإيجابية " أنا أم جيدة" أنا أم فطرية قريرة العين بأطفالي مهما حدث أو مهما كانت سلوكياتهم، هذه هي رحلة النعيم حقا ، بعيدا عن حفر الشيطان التي من بينها " الشعور بالذنب".


لا تكوني شمعة تحترق من أجل أطفالك .. كوني شمس مضيئة في حياتهم

 


كثير من الأمهات تعتقد أنها بتنازلها عن حقوقها في الحياة الكريمة من أجل أطفالها هي تقدم لهم أفضل ماعندها وتفيدهم في حياتهم، لكن الحقيقة مختلفة تماما، فالأم التي تضحي بنفسها من أجل أطفالها هي تورثهم كارما سيئة تجلب لأطفالها نفس الحظ العاثر التي بنته بنفسها أو توارثته من أمها التي ضحت هي الأخرى بنفسها.
 
التضحية يجب أن تكون في مواقف تحتاج منك شهامة والتصرف بفطرتك كأم، كأن يكون طفلك في موقف صعب جدا لا ينقذه منه إلا تصرف فيه تضحية منك ، وكمثال اكستريم " لا يوجد إلا خبزة واحدة في البيت فالأم الفطرية تضحي من أجل أن يشبع أطفالها لأن هذا هو الموجود فقط ولأن قدرتها على التحمل أكثر من قدرتهم"
هنا التضحية فطرية وطبيعية، لكن كثير من الأمهات تضحي دون أن يُطلب منها ذلك، أو دون أن تضطر لذلك، وكأنها تريد أن تشعر أنها أم جيدة وتحارب فكرة الشعور بالذنب التي تراودها تجاه أطفالها بسبب تقصير في أمور أخرى " غالبا مشاعرية" فتقوم بالتضحية المادية والتضحية بمسار حياتها بالكامل بشكل غير رحيم بنفسها.
 
مثال إكستريم آخر لتضحية خاطئة جدا " أنا تعيسة جدا في علاقتي الزوجية ووصلت لمرحلة الاحتراق النفسي، لكن أضحي بطمأنينتي وسعادتي من أجل أن يعيش أطفالي تحت سقف أم وأب معا" هذه من أكثر التضحيات الشائعة التي تعتقد الأمهات أنها تسدي صنيعا لأطفالها، بينما الحقيقة أنها تورث أطفالها نفسية مسمومة تماما ومتعبة تماما وتنقل لهم تعاستها عبر الأثير، حتى وإن كانت تمثل السعادة أمامهم، الأطفال يستشعرون مشاعر الأم بالعمق مهما كانت، ومشاعر الغضب وفقدان الأعصاب التي تعاملينها بهم نتيجة لنفسيتك المسمومة هي أسوء تضحية تقدمينها لهم.
 
أضف إلى ذلك أن الأبناء غالبا ما سينكرون كل تضحياتك عندما يكبرون لأنها لم تكن مطلوبة منك بالأساس، فلا أحد طلب منك أن تأكلي من فتات صحون أطفالك، ولا أحد طلب منك أن تتنازلي عن شراء لباس العيد لتشتري لباس أفخم لأطفالك، الصح أن تحسبي نفسك معهم كطفلة أخرى تحتاج إلى البهجة والفرحة مثلهم تماما، وهكذا تنقلين لهم مشاعر مبهجة. وفرحة أكثر.
 
فلنكتفي من هذه البرمجية التي تقود بنا إلى التخلي عن حياتنا بالكامل وتقديمها عربونا خاسرا لأطفالنا، ظنا منّا أننا نفعل الصواب، الصواب عزيزتي أن تكوني سعيدة ومكتفية وواثقة وغنية حتى يستطيع أطفالك عيش تلك المشاعر مهما كانت الظروف من حولهم.


لماذا لا نستمتع بسماع القرآن






نردد كثيرا أن القرآن شفاء للقلوب وللأرواح، لكن الحقيقة بداخل الكثيرين
 أنهم يشعرون بشعور الرهبة والخوف عند سماعه، لكن يقاومون هذا الشعور لأنهم يعتقدون أنه ذنب أو أن إيمانهم قليل أو أنهم يتوجب عليهم إجبار أنفسهم لسماع القرآن وتمثيل المشاعر الطيبة!!
هذه حقيقة لكن يخاف كثيرون من أن يقولوها خوفا من أحكام الآخرين، خوفا من إتهامات التكفير والضلال، خوفا من اعتبارهم غير مؤمنين، وهذا هو السبب الأول لعدم استمتاعنا بسماع القرآن..
لماذا لم نسأل أنفسنا عن مصدر هذا الشعور لإصلاحه بدل تجاهله وتغطيته بأغطية مزيفة!! 
ببساطة مطلقة وواضحة نحن لم نكبر على علاقة جميلة مع القرآن منذ طفولتنا ، والوقت الوحيد الذي نحب فيه قراءة القرآن هو رمضان، لأنه مشحون بطاقة احتفالية وبهجة جميلة منذ مئات السنين، لذلك نستمتع به في رمضان، وقد يذكرنا صوت عبد الباسط عبد الصمد وتلاوته برائحة شوربة رمضان!! 
أنا أحاول أن أكون صريحة هنا رغم أنني أعلم أنك قد تحكم علي في نفسك! 
لكن غير مهم ، المهم هو أن نصل معا إلى الجذر..
الذي عودنا على قراءة القرآن في الجنائز، وللاستدلال به على عذاب اليوم الآخر واستخدامه لتخويفنا ونحن أطفال كي يكون سلوكنا مريحا لوالدينا!!
فكانت النار من نصيب الكاذب وسارق قطعة الشوكولاطة وأن الله يعذب المخطئين مع والديهم فعقوق الوالدين يأتي مباشرة بعد الشرك بالله، وفلقة ( العقاب بالضرب) للمخطئين في حفظه عند كتّاب المسجد! وجعل الله الذي يُستخدم للابتزاز العاطفي في معظم الأحوال وكتابه على نفس المنهج، وكأنه منهج يقف فوق رؤوسنا ينتظر أخطائنا ، ربما هناك القليل من ذكر الجنة وجمالها، لكن الابتزاز بالتخويف كان أكير عند فئة كبيرة من الناس..
كل ذلك يبرمجنا بمشاعر خوف وشعور بالذنب وكتم، يجعلنا نجد صعوبة في التلذذ بآيات الله رغم أننا كبرنا وعرفنا الكثير من الأشياء الرحيمة والجميلة والمحبة في القرآن، لكن تلك البرمجة الطفولية العميقة لم تنتهي بعد وتقفز في كل مرة نقرأ فيها القرآن ..
 أتذكر أول مرة تعلمت فيها أن الله يحب عبده عندما كان عمري ١٤ عاما 
وكل ما قبله كنت أعتقد أن الإله هو مجرد وحش يسكن في السماء له العديد من أبواب النار والثعابين وصراط يقسمنا إلى نصفين!! 
أستغفرك ربي على هذا الوصف الشنيع لكنني ذكرته كما كنت أعتقده بالضبط عندما كنت طفلة!!
وكانت صدمة بالنسبة لي أن أعرف أن الله رحيم ولطيف ومحب! كانت من أجمل الصدمات في حياتي ، لكنني استغرقت وقتا طويلا حتى تشافيت من آثار الماضي!!
وهذا جزء من رحلتي الآن حول تشافي الطفل الداخلي، فهناك أجزاء معتمة بداخلنا نتجنب الدخول إليها خوفا، لكن بعض الشجاعة تجعلنا نكتشف الأسباب وراء حدوث الكثير من الأمور والمشاعر في حياتنا!!
مثل مشاعر عدم الاستمتاع بالقرآن المتعلقة بجروح عاطفية داخليه عميقة حول مفهوم الله ودور كتابه في حياتنا!! 
لذلك أدعوا كل أم وأب أن يحرصا على عدم تدمير الأساس الروحي الذي ولدنا به، عدم تدمير فكرة الله في أذهان أطفالنا واستخدامه لمصالحنا الخاصة " اذا كذبت مرة تانية ربنا رح يعاقبك! إذا ضربتني ربنا رح يزعل منك!! " 
كفى أرجوكم
اذكروا الله في المواقف الجميلة والرحيمة ..
اصنعوا صورة جميلة عن الله..
فإذا أحبوه سيحبون كلامه وسيقرأونه بعيون محبة لا بعيون خائفة،
وقد تتغير العبر تماما اذا استقبلناها من حبيب بدل كاره، فكيف بالقرآن ومعانيه..
لهذا أنا أعتقد بأن تشافي طفلنا الداخلي مهم بجانبنا الروحاني من أجل أن لا نخرب هذا الجانب لدى أطفالنا دون أن نشعر !!

صديقتكم إيمان الشعلة 

الطفل الذي في داخلك يجب أن يجد منزلا







كأمهات نبحث دائما عن توفير الراحة والسعادة لأطفالنا، هذه هي نيتنا الأصلية، لكننا ننصدم بمجموعة من الضروف تجعلنا غير قادرات على تطبيق ذلك بشكل دائم. 

وعندما نشرت على صفحتي على الأنستغرام أنه يوجد نوعان من الأمهات؛ الأم التي تبحث عن المثالية في كل شيء بحيث يمنع الخطأ مع أطفالها وهمها الأول هو كيف تبدو أمام المجتمع كأم مثالية، بينما النوع الثاني من الأمهات هي التي لا تحفل بآراء الآخرين مقابل سعادة وراحة طفلها وهدفها هو تنشئة إنسان جيد وسعيد. ولم أفاجأ عندما وجدت ردود متشابهة من كثير من الأمهات تخبرني بأنها تسعى لأن تكون من النوع الثاني ولكنها تقع أحيانا في مواقف تجعلها أم من النوع الأول ، أي رضا الناس على حساب أطفالها.


والسؤال هو لم؟ 

طالما أن الأم واعية ومقتنعة بأنها تريد لطفلها السعادة، لماذا تكرر نفس الأنماط التربوية المبرمجة من خلال المجتمع دون وعي منها،   والجواب على هذا السؤال وجدته في كتاب : الطفل الذي في داخلك يجب أن يجد منزلا ..


سأستطرد في كتابة بعض الإجابات والمعلومات التي يمكن أن تساعدنا كأمهات في تنشئة أطفالنا بشكل أوعى وبما يتناسب مع رسالة الله لنا" وقرّي عينا" لكن بعد أن أحكي لكم هذه القصة ففيها تلميح عميق وتسهيل لما أحاول قوله من خلال تدوينتي هذه.


عندما كنت أعمل كمحررة صحفية في أحد الشركات، كنت مبدعة في عملي ومتفوقة ومنجزة بحيث أخذت زيادة في الراتب وترقية بعد ست أشهر فقط من عملي، كنت منطلقة وسعيدة، لكنني بعد هذا كله بدأت الأحداث الجميلة بالتراجع وبدأت أخسر كل الأمور الجميلة التي حصلت عليها بفعل كفائتي، ومارست بما يسمى في علم النفس " بالتدمير الذاتي" دون وعي مني مطلقا، حتى وصلت إلى مرحلة أرغب فيها بالاستقالة لكنني أحاول إيجاد عمل جديد أولا.

وكان المدير الذي أُعجب بعملي جدا وكسر بعض القواعد عندما وظفني من شدة استحسانه لما أقدم، أصبح الآن يرغب في استقالتي أكثر مما أرغب أنا، وأصبح يضغط علي بكل الطرق حتى أستقيل، وكنت حينها حاملا في الشهر الثاني ..

ناداني من غير سبب إلى مكتبه وبدأ ينهال علي بالإهانات والتقليل من قدري وإشعاري بأنني عديمة القيمة، وأنا صامتة لا أستطيع الرد بكلمة " وسأخبركم لم كنت كذلك " 

بعدما خرجت من عنده ذهبت إلى مصلى المبنى وانفجرت باكية وكل جسمي يرتعش وكأن كل أحداث حياتي المؤلمة اجتمعت مرة واحدة لتذكرني بإيمان الطفلة التي يتم ضربها والصراخ عليها فتختبأ وهي خائفة ومحطمة ولا تستطيع حماية نفسها" وهذا ما يسمى في الكتاب بالطفل الظل، وهو الطفل المجروح النائم بداخل كل واحد منا، بحيث يظهر في المواقف الصعبة والتي تجعله يتذكر من هو حقا، فيستيقظ، ومع استيقاظه تستسقظ كل المشاعر السيئة التي لم تعالج بعد..

هذه المشاعر جعلتني أُجهض في نفس الوقت، مما دمرني حرفيا!

هل يمكن أن أجهض طفلي بسبب مدير تنمر علي!!

وقتها لم أفهم ولم أعرف الإجابة.. واتهمته بكل ثقة أنه السبب في إجهاضي ! 

لكنني الآن أعرفها جيدا بعد قرائتي لهذا الكتاب..

ليس المدير هو السبب في إجهاضي ، بل إيمان الطفلة الظل التي لم تعالج مخاوفها وعدم شعورها بقيمتها الذاتية!

فهناك امرأة أخرى قوية وواثقة في نفسها كان يمكن أن ترد بقوة على المدير وتطلب منه احترامها وترمي ورقة الاستقالة في وجهه وتخرج فورا وهي راضية عن نفسها ..

لكن إيمان الطفلة الظل غير واثقة من نفسها، لديها مخاوف كثيرة نحو الحياة، تشعر بأنه يمكن استغلالها والسيطرة عليها واختراق حدودها، لأن هذا ما تربت عليه كطفلة ..

ولم تكن تعرف ذلك كله .. وهذا ما يمثل خطورة وأهمية علاج الطفل الداخلي.

فلكل منا جروحه العاطفية التي يحملها معه منذ طفولته، وهو يتصرف وفقا لهذه الجروح دون وعي منه شاء أم أبى، ولن يستطيع تغيير ردود أفعاله تجاه المواقف وأحداث الحياة وتصليح علاقاته القابلة للتصليح قبل أن يفهم جروحه العاطفية ويعالجها جيدا.. ( وهنا أقول القابلة للتصليح لأن هناك علاقات يجب قطعها فورا لأنها نتيجة جروح متراكمة تجعل منك إنسانا مرهقا بالكامل، لذا افهم الدرس واقطعها..)





والآن حان وقت الإجابة على السؤال المطروح منذ البداية ..

لماذا أتصرف بغير الطريقة التي أرغب بها مع أطفالي!

 أحيانا تتصرفين وفقا لطريقة معينة لأن بداخلك خوف لم يتم علاجه، ربما خوف من عدم تقبل الآخرين لك ، خوف من فقدان قيمتك أمام الناس، خوف من الشعور بالعار ، خوف من نظرات جارحة، خوف من الحكم عليك.. خوف شعرت به في طفولتك وأصبح جرحا عاطفيا ملازما لك تتصرفين وفقا له، وعندما ينتهي الموقف تظهر شخصيتك البالغة لتخبرك كم كان تصرفك خاطئا وطفوليا وضعيفا، وستندمين على هذا التصرف، وتعدين نفسك بأن لا تكرريه أبدا، ثم تكررينه ببساطة.. 

أنت البالغة تفهمين الأمر كله وتفهمين ما يتوجب عليك فعله، لكن الطفلة الظل بداخلك تظهر بدون وعيك وتأخذ منك زمام الأمور وتتصرف هي، لأنها مازالت تعيش الدور، هي لا تعلم أنك كبرتي وعليك التصرف بشكل مختلف، يجب أن تعلم أن المواقف السيئة التي مرّت بها انتهت، حتى تتجاوزها وتترك لك التصرف..

كيف ذلك؟

هذا ما سأكتب عنه في مقالاتي القادمة، فأنا في رحلة لعلاج طفلتي الداخلية وسأوافيكم بكل جديد.. 

كما سنحكي عن الطفلة الشمس بداخلنا وروعتها ..



صديقتكم إيمان الشعلة

تابعوني على أنستغرام وفيسبوك

@imanecho3la




السبب الوحيد لعصبية الأمهات!!!



ماهو سبب هذه العصبية التي تواجهها الأمهات

 تواجه العديد من الأمهات المشكلة ذاتها وهي العصبية الزائدة.

وتتوجه للمختصين والناصحين لتجد طريقة للتخفيف من عصبيتها تجاه أطفالها، فقد تنفجر لأن طفلها كسر كوبا أو فقط لأنه يبكي باستمرار وهي لا تفهم مالذي يريده.

ومعظمهن يبحثن عن الطريقة الصحيحة للقضاء على العصبية والحصول على الهدوء والسلام الذي يحلم به كثيرون!

لكن ماذا عن أسباب العصبية؟

ستقول لك كثيرات الأسباب الظاهرية نفسها!

عصبت لأن ابني تصرف بطريقة معينة!

وعندما نام ندمت كثيرا وشعرت أنه موقف سخيف لا يجب أن أثور بسببه!

لكن دعيني أخبرك صديقتي أنك عصبية لأن هناك أمرا ما بداخلك مدفون يحاول إيقاظك!

صوت عميق بداخلك يحاول أن يهمس لك " أنت لست على مايرام".

لكنك تتجاهلينه وتفضلين التفسير الأسهل "أطفالي مشاغبون، زوجي لا يقدر ولا يفهم، الناس ناقدة وجاحدة"

لكن الأمر في حقيقته أنك مثقلة بالهموم التي تجمعينها في ثنايا روحك المفقودة وتكدسينها بحيث يصعب عليك حتى معرفة نفسك ومعرفة السبب الحقيقي وراء عصبيتك!

أنت مقتنعة تماما أنه ليس تصرف طفلك، ولكن طفلك هو أسهل وأضعف شخص بإمكانك تفريغ شحناتك الغاضبة عليه، لكن ما يغضبك هو ليس طفلك أبدا..

ما يغضبك هو حقيقة أنك غارقة في حياة لا تعجبك!

حياة مليئة بالمسؤوليات والواجبات والعادات والآراء التي ربما لا تحبينها أصلا وليست من قيمك العميقة أصلا.

ربما هي الحقيقة أنك نسيت نفسك وأمضيت سنين عمرك محاولة إرضاء الجميع، إرضاء المجتمع وذائقته! 

إرضاء والديك

إرضاء زوجك

إرضاء حماتك

إرضاء صديقاتك. اللاتي يخبرنك باستمرار الطريقة الصحيحة لتربية أطفالك!

أو إرضاء الإيغو بداخلك!

يجب أن أكون جيدة بما يكفي ليحبني الجميع!

صديقتي 

اسمعيني جيدا!

لا يجب أن تكوني جيدة حتى يحبك الجميع!

لست محتاجة لحب أحد أصلا!

يمكنك البدء بحب نفسك من الآن! 

أحبي نفسك أحبي مواهبك أحب ميزاتك الخاصة، أحبي عاطفتك الجياشة، أحبي حالاتك المتناقضة! أحبي هدوئك عندما تهدئين في تلك الخلوات الخاصة بك وحدك!

والطريقة الوحيدة أن تحبي نفسك هي أن تعرفيها أولا!

لقد نسيتِ نفسك وماذا تريدين من هذه الحياة لفترة طويلة!

حان الوقت لتسترجعيها الآن!

من أجلك ومن أجل أطفالك!

فكلما عرفت نفسك عرفتِ الله، وكلما عرفت الله زاد السلام والسكينة في حياتك، وعندها فقط لن يكون هناك مكان للعصبية، بل أماكن مغمورة بالحب يمكنك أن تسقي بها أطفالك في كل وقت وحين، عندها يصبح الكوب المكسور فرصة لدغدغة طفلك من أجل إبعاده عن القطع المكسورة وأنت تهمسين في أذنه " it's okay" 

وصدقيني 

هذه قصة حقيقية بالكامل!

صديقتك المحبة إيمان الشعلة

تابعيني على أنستغرام وفيسبوك

@imanecho3la


نصيحة زمان؛ خليه يبكي - نسف الأمان منذ نعومة أظافر الطفل




 منذ أن ولدت طفلي الأول وتم نصحي بهذه النصيحة القيّمة " خليه يبكي" وأنا أشعر أن هناك أمرا ما خاطئ، هناك شعور داخلي عميق يخبرني بأن هذا أمر خاطئ، أن أسمع رضيعي يبكي وكأنه يستنجدني فأتركه يبكي حتى يتعود على بعدي كما تم نُصحي!!

وعندما كان يساورني هذا الشعور يتم اتهامي بأنني أم ضعيفة لا أستطيع السيطرة على الأمور، ولأنني كنت في داخلي ضعيفة فعلا كنت أقبل هذا الإتهام ، لكنني لم أقبله كثيرا وكنت بالفعل أحمله دائما، بلي إنني حتى عودته على الحمل كما يقال.

ثم ماذا؟ ماذا إن عودت طفلك على الحمل و " الدلال الزائد" ؟ هاهو طفلي الآن عمره ٩ سنوات ولم أعد أحمله بالتأكيد!

النتيجة الحتمية أنه سيكبر في النهاية، وسوف لن يبكي لسبب لا تعرفينه، ولن يطلب حضنك وحملك في كل وقت حتى وأنت متعبة!

إنها فترة من الزمن أنت المسؤولة الوحيدة فيها أمام الله عن هذا الطفل، يوم القيامة لن يسأل الله والدتك أو حماتك أو صديقتك، سيسألك أنت فقط عن هذا الرضيع!


إذن يكفي تكرار لهذه الأنماط الأنانية والبرمجيات البعيدة عن الفطرة!

الفطرة أن تحملي طفلك وتقري عينا به وتنظرين لملامحه الجميلة في كل ثانية من حياتك في هذه المرحلة لتعويض وهن ٩ أشهر.

 بالله عليك! لم يحمل عنك أحد خلال هذه الشهور، لماذا تستمعين لآرائهم الآن؟ لماذا تسمحين لكل أحد بأن يوجهك للطريقة التي يجب عليك معاملة طفلك بها!

لا أكاد أصدق أنني كنت أقبل جملة سمعتها كثير من الأمهات الأخريات:

إذا رضع وغيرتي حفاضه وأدفئتيه، ثم بكى فاتركيه فقد فعلت ما يتوجب عليك فعله"!!!

هل سمعتيها من قبل؟ 

هل أنت روبوت عليك واجبات محددة تقومين بها لطفلك ثم تتركيه يتصرف لوحده؟

هو بكى هو يسكت، أنا مالي دخل عملت كل عليي؟!!

أهكذا نعامل الأطفال الذي حملناهم في بطوننا تسعة أشهر؟

والمصيبة أحيانا أن يتدخل الزوج ليُري الأم طريقة ممارسة أمومتها وكأنه شاركها الحبل السري المربوط بينها وبين طفلها في أحشائها كل هذه المدة!

لا أحد له حق التدخل نهائيا بينك وبين رضيعك ولا تسمحي لأحد بذلك، اتبعي شعور أمومتك الخاص، إذا كان يخبرك بأن تحملي طفلك فاحمليه فورا وبدون أي سبب يذكر أو مبرر!

لست بحاجة لمبررات لحمل طفلك!

لقد تعرضت لمثل هذا التنمر في فترة من فترات أمومتي وتم اتهامي بأنني أنا المختلة عاطفيا لأنني أحب حضن أطفالي وإرضاعهم خلال الفترة الأولى كثيرا وتم تلقيبي حتى بتمثال "أبو الهول" فقط لأنني كنت أرضع ابنتي لساعات خلال أيام ولادتها الأولى!

هل تخيلت حجم التدخل الذي نعيش فيه! 

ثم نلجأ مجددا لبرمجيات المجتمع لتربية أولادنا!

والذي يحاول قطع صلتنا الفطرية بهم منذ أول يوم!

لدي مكنونات رهيبة في هذا الموضوع لذلك سأحاول أن لا انجرف فيها، وأخبرك كم أن هذه النصيحة محطمة للشعور بالأمان لدى طفلك منذ أيامه الأولى في الحياة!

إذا كنت أم حامل جديدة فأنت محظوظة لأن تنتبهي لمثل هذه الانتقادات، لكن إن كنت تعرضت لها من قبل وللأسف رضخت لها "وهو شيء طبيعي تماما" فصوت المجتمع من حولنا صوت "نقاق" يكاد يقنعنا بأنه على حق، فتأملي أطفالك الآن وتسائلي"هل يشعرون بالأمان؟ 

هل هم مطمئنون؟

 هل هم هادئون؟ 

إذا كانت إجابتك بلا " واسمعي الصوت الأول الذي يصدره قلبك، أو الدمعة التي تذرفها عينك فهذه إشارات الأمومة الفطرية الحقة".

إذا كانت إجابتك لا، فاذهبي وضميهم وقبليهم وأحبيهم كما لم تفعلي من قبل وبدون شروط!

بدون أن يكون شاطر أو مؤدب أو جيد!

أحبيه فقط لأنه طفلك أنتِ، احضنيه لأنه سيكبر يوما ما ولن يعود طفلا مجددا!

احضنيه وأخبريه كم تحبينه، وأعيدي له قيمة الأمان المنسوفة بسبب هذه البرمجيات الموروثة..

ولك أيتها الأم الجديدة..

احملي طفلك وأرضعيه بالساعات وحاربي بقوة أمومتك من أجل طفلك، فإن للأمومة قوة لا تقهر، استخدميها بذوق لمصلحة طفلك!!


صديقتكم إيمان الشعلة

تابعوني على أنستغرام وفيسبوك

@imanecho3la




خرافة-تعود-الطفل-على-الحمل


جمال الأمومة !



 كثيرات هنّ الأمهات المتعبات اللاتي لم يجدن مساحة للتفريغ عن غضبهن وألمهن إلا مجموعات الفيسبوك، ويألمني جدا عندما أقرأ معاناتهن في أمور قد تبدو سهلة الحل جدا، لكنهن يعشن في جحيم بسببها، ولقد عشت هذه التجربة من قبل، عندما كنت أما تائهة حتى أتذكر أنني كتبت كتابا أسميته " من فتاة حالمة إلى أم هائمة" ولن أجرأ على نشره وإفساد الآخرين بكتلة من السلبيات، وأعتقد أن كثيرات يعشن هذه التجربة المريرة..

لكنني أخبركم هنا وبكل يقين أن للأمومة جمال وسعادة لا مثيل لها، فبدل المشاحنات هناك الجلسات المليئة بالحب الفطري الحقيقي الذي لا يشبهه حب، وبدل الصعوبات هناك التيسير ، وبدل الحزن والشعور بالذنب هناك الرضا والطمأنينة، وبدل الخوف من المستقبل والبيئة والمجتمع هناك اليقين بالله وبحسن تدبيره، كلها معاني سوف تعيشينها بحق عندما تدركين بكل جوارحك المعاني العميقة لرسالة الله لك " وقرّي عينا"..


وقرّي عينا أيتها الأم ودعي عنك هواجس الحياة ..

وقرّي عينا ودعي عنك البرمجيات الملوثة التي توارثناها عن الأمومة والتي جعلت منا كائنات روبوتية تطمح للمثالية ولا ترضى عن نفسها أبدا..

وقرّي عينا ولا تستمعي لكل أم تلقي عليك وابل نصائحها وخبراتها وتجاربها، وقرّي عينا أنت بأطفالك وعيشي تجربتك الخاصة معهم دون تدخل أحد..

وقرّي عينا وكفي عن المقارنات ، إبن صديقتي متفوق على ابني، أو بنتها أجمل من بنتي، أو حياتها أحسن وأرتب من حياتي..

وقرّي عينا ودعك من الأكاذيب المنشورة على السوشل ميديا ومحاولة نشر فكرة الأم الجيدة، فلا توجد أم جيدة وأم سيئة، إنما كلهن يحاولن!!

وقرّي عينا ولا تفكري في مستقبل طفلك ولا تحملي نفسك مسؤولية صلاحه أو فساده فإبن الرسول نوح فاسد، وإبن والد متكبر عن الله؛ رسول وهو إبراهيم، فالإبن الصالح رزق يعطيه الله وحده..

وقرّي عينا ولا تركضي من أجل روتينك اليومي المتعب من أجل  أن تحصلي على لقب الست الشاطرة مهملة بذلك حقك وحق أطفالك في عيش لحظات الحب التي لن تعوّض، فهم يكبرون كل يوم شيئا فشيئا، وغدا سيرحلون عنك وتتمنين عودة الأيام لتعطيهم الحب الذي كنت تعيشينه بداخلك فقط.

وقري عينا وعبري عن هذا الحب كل يوم بقبلة وبحضن وتعبير صادق ولعب مع أطفالك..

عيشي جمال الأمومة بقلبك ومع نفسك وأطفالك وركزي معهم فقط، لأنك لن تتحملي النظر في كل الاتجاهات والبحث عن رضا وتصفيق كل الأطراف، تصفيق أطفالك يكفيك، اغمريهم بحبك وقرّي عينا..

وعندما تفهمين هذا المعنى جيدا وتسعين لهذه الفكرة سيفتح الله لك أبوابا لم تتوقعيها من قبل، وستجدين التيسير في كل حياتك وخصيصا مع أطفالك، كل الحب الذي أعطيتهم إياه سيرجع لم راحة وطمأنينة ..

وتذكري الطفل المرتاح والشبعان حب، مُريح ..

وهذا ملخص حل مشكلاتك وملخص عيش جمال الأمومة الحقيقية..

للمزيد من التفاصيل عن الحياة بمعنى وقري عينا إقرئي هذا المقال: 

لِمَ وقرّي عينا؟ 


صديقتكم إيمان الشعلة
تابعوني على فيسبوك وأنستغرام

@imanecho3la