يمكنني أن أعتبر بكل يقين أن من يقرأ مدونتي هذه قد وصل إلى مرحلة جيدة من الوعي، وأدرك أن حياتنا هي نتاج أفكارنا، وأن كل ما نفكر به نحصل عليه في نهاية المطاف سواء كان خيراً أم شراً على حسب اعتقاد أي شخص.
والكون محايد لا يعتبر أي شيئ خير أو شر، هو فقط يعطيك ما ترسل له من أفكار مشحونة بمشاعرك الخاصة، أما الخير والشر فهما الوجه الذي تعتقده من الأمر، لأن الله خلق من كل شيء زوجان، وهذا يشمل كل شيء موجود في الكون، فكل شيئ يحتوى على الخير والشر بقلبه.
مثلا: أنا في وظيفة معينة، بنظام الكون المحايد هي تحمل الخير والشر لي ولغيري، لكنها تعطيني ما أعتقده عنها، فإذا كنت أعتقد أن هذه الوظيفة خير لي فسأتمتع بكل خيراتها، لكنني إذا اعتقدت أنها شر لي فسأحمل كل مايمكنها إعطائي من شرور، بينما يسعد بها زميلي ويترقى ويحصل على جميع الفرص الجيدة "بسبب مشاعره تجاهها"
وهذا ملخص ما يطلق عليه بالذبذبات، فأنت ترسل ذبذبات خير أو شر وبناءا عليه تنال ما تفكر به.
كنت أتساءل صباحا كأي شخص يتأمل في هذه القوانين الكونية العجيبة، وربما تتسائلين مثلي تماماً :
لكنني لم أخلق كل شيئ في حياتي بأفكاري أنا، فلدي صديقة وُلدت لعائلة غنية وهي تعيش حياة غنية بدون أن تغير أفكارها وتتعب في اكتشاف البرمجيات المعيقة للثراء لديها، هي ببساطة ثرية!
أما أنا فأُلام لأنني فقيرة وأسمع عبارات مثل أنت المسؤول عن حياتك، أنت المسؤول عن اختياراتك، إذا أردت الثراء فعليك أن تسعى وتغير أفكارك ..الخ
هنا صديقتي دعيني أخبرك بكل سرور، أن صديقتك لم ترث الأموال فقط، صديقتك ورثت عقلية الثراء من والديها، فهما من عمل على نفسه لتغيير أفكارهما للحصول على الثراء، أو والدهما أو أي جد تعتبرينه الثري الأول في العائلة، نحن نرث أفكار سبع أجيال سابقة، وأنت تورثين أفكارك لسبع أجيال لاحقة.
لهذا صديقتي قبل أن تلومي الكون والله وتعتقدي بأنه لا عدل، فصدقيني هناك عدل لكنك لم تفلتريه جيدا فقط.
أنفك وعيناك وشكل وجهك موروث من آبائك، وأموالك ومشاعرك وطاقتك وأفكارك أيضا موروثة من آبائك.
لن تلومي والدتك على أنفك الذي لست راضية عنه، لا يمكنك ذلك لأنك تتقبلين فكرة أن الجينات تنتقل من جيل لجيل، ومن البديهي أن تكوني على خِلقة والدتك أو والدك.
نفس الشيئ طبقيه على الأفكار، فلو لم تعجبك الأفكار التي لديك يمكنك ببساطة تغييرها وتغيير حياتك بالكامل.
ليس حياتك فحسب، بل حياة سبع أجيال لاحقة! تخيلي!
لهذا دائما أقول لكل أم، أن أفضل شيء تصنعه الأم لأطفالها هو الاهتمام بجودة مشاعرها، وجودة أفكارها، لأنهما الميراث الحقيقي لأطفالك، يمكنك أن تُورثي لأطفالك مليون دولار ربحتها في سحب ما، لكنها ستنتهي ويعودون للفقر مجددا إن لم تحرصي على توريث عقلية الثراء لأطفالك.
فهمك لأسرار الثراء سوف يصبح من أساسيات تعاملك اليومية وسوف يراها أطفالك ويكتسبونها، لذلك تجد الأم الشاطرة في اقتصاد مصاريف البيت والتوفير منها لشراء إضافات أخرى؛ أولادها ناجحون عندما يتعلق الأمر بالمال والتجارة، لقد كسبو أساسيات إدارة الأموال من أمهم.
والأم التي تتقن التعامل مع الناس والعلاقات، تجد أطفالها يتمتعون بعلاقات صحية عندما يكبرون.
أما الأم الحزينة الضحية التي لا تعرف في الحياة شيئا ستحمل أطفالها وزر استسلامها، وسيعانون في سبيل تعلم مهارة جديدة في كل مرة وإن كانت على مستوى تقدير الذات وتحمل المسؤولية.
إن أعظم تربية لك أيتها الأم أن تصنعي نفسك أولا، أن تعدلي أفكارك وترتبي مشاعرك، وهكذا فقط حصل أطفالك على مختصرات الحياة بدون حتى أن تفكري في ذلك!
صديقتك إيمان الشعلة